كلّ باحث بأنّ من ترك عليّاً فقد ترك التفسير الحقيقي لكتاب الله تعالى ، ومن ترك عليّاً فقد نبذ الحقّ وراء ظهره واتبع الباطل ، فليس بعد الحقّ إلاّ الضلال ، وتأكّد لدينا أيضاً بأنّ « أهل السنّة والجماعة » تركوا القرآن والسنّة النبويّة بتركهم الحقّ وهو علي بن أبي طالب عليهالسلام ، كما تأكّدتْ نبوّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله بأنّ أُمّته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّها في الضلالة إلاّ فرقة واحدة (١).
وهذه الفرقة الناجية هي التي اتّبعتْ الحقَّ والهدى باتّباعها للإمام علي عليهالسلام ، فحاربوا حربه ، وسالموا سلمه ، واقتدوا به في علمه ، وتمسّكوا بالأئمة الميامين من ولده.
( أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْن تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) (٢).
__________________
الحضرمي ، قد خفي عليه لمكان التصحيف ، ترجمه غير واحد بما قال شمس الدين إبراهيم الجوزجاني بأنّه كان شيخاً صالحاً صدوقاً كما في خلاصة الكمال ١١٨ ، وتهذيب التهذيب ٤ : ٤٨ » الغدير ٣ : ١٧٧.
١ ـ ورد حديث افتراق الأُمّة بألفاظ مختلفة ، راجع سنن الدارمي ٢ : ٢٤١ ، المصنّف لعبدالرزاق ١٠ : ١٥٦ وفي كتاب السنّة لابن أبي عاصم : ٣٢ خصّص باباً بهذا العنوان ، مسند أحمد ٤ : ١٠٢ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٢٢ ح٣٩٩٣ ، وغيرها من المصادر.
٢ ـ البيّنة : ٧ ـ ٨.