وظنوا بأنّ أبا حنيفة ومالكاً والشافعي وابن حنبل أعلم من العترة الطاهرة ، فقلّدوهم وتركوا العترة الطاهرة.
على أنّ قول بعضهم بأنّهم تمسّكوا بالقرآن لا دليل عليه ؛ لأنّ القرآن كلّه عمومات وليس فيه تفاصيل الأحكام ، وهو حمّال أوجه ولابدّ له من مُبيّن ومفسّر ، كما هو الحال بالنسبة للسنّة النبويّة التي تتطلّب رواة ثقات ومفسّرين عالمين.
وليس هناك حلّ لهذا المشكل إلاّ بالرجوع لأهل البيت ، أعني الأئمة من العترة الطاهرة الذين أوصى بهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وإذا أضفنا إلى حديث الثقلين المتقدّم أحاديث أُخرى لها نفس المعنى ، وترمي إلى نفس الهدف ، كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » (١) ، وقوله أيضاً : « عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة » (٢) ؛ تأكّد لدينا ولدى
__________________
١ ـ المعجم الصغير للطبراني ١ : ٢٥٥ ، والأوسط ٥ : ١٣٥ ، الجامع الصغير للسيوطي ٢ : ١٧٧ ، المستدرك للحاكم ٣ : ١٢٤ وصححه ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك ، كنز العمال ١١ : ٦٠٣ ح٣٢٩١٢ ، فيض القدير في شرح الجامع الصغير ، المناوي ٤ : ٤٧٠.
٢ ـ تاريخ بغداد ١٤ : ٣٢٢ ح٧٦٤٣ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٤١٩ ، ٤٤٩ ، وفي مجمع الزوائد ٧ : ٢٣٥ عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ( عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ حيث كان ) ، قال الهيثمي : ( رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح ).
قال الشيخ الأميني : « الرجل الذي لم يعرفه الهيثمي هو سعيد بن شعيب