وحديث الثقلين هذا أخرجه « أهل السنّة والجماعة » في أكثر من عشرين مصدراً من صحاحهم ومسانيدهم ، كما أخرجه الشيعة في كلّ كتب الحديث.
وهو كما ترى صريح صراحة لا مزيد عليها بأنّ « أهل السنّة والجماعة » ضلّوا ؛ لأنّهم لم يتمسكوا بهما معاً ، وهلكوا لأنّهم تقدّموا على أهل البيت ،
__________________
استغرب منّي تصحيحه! ويرجو الأخ المشار إليه أن أُعيد النظر في تحقيق هذا الحديث ، وقد فعلت ذلك احتياطاً ، فلعلّه يجد فيه ما يدلّ على خطأ الدكتور ، وخطأه هو في استرواحه واعتماده عليه ، وعدم تنبيه للفرق بين ناشئ في هذا العلم ومتمكّن فيه ، وهي غفلة أصابت كثير من الناس الذي يتبعون كلّ من كتب في هذا المجال ، وليست له قدم راسخة فيه ، واللّه المستعان ) انتهى كلام الشيخ الألباني.
وقال ابن كثير في تفسيره ٤ : ١٤٢ : ( وقد ثبت في الصحيح أنّ رسول اللّه ( صلى الله عليه وسلم ) قال في خطبته بغدير خمّ : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » .. ).
ومن هذا الكلام يتّضح أنّ ما ذكره عثمان الخميس في كتابه كشف الجاني : ١٧٨ من اتهام المؤلّف بالكذب في وجود هذا الحديث في صحيح مسلم والترمذي ما هو إلاّ مكابرة وتعنت وليست غفلة ، مع أنّ الشيخ الألباني والملقّب ببخاري العصر عند السلفية يصرّح بأنّه في صحيح مسلم والترمذي وغيرها من المصادر وكذلك ابن كثير ، والحديث صحيح لا غبار عليه ، بل كما ذكرنا في تعليقة سابقة أنّه حديث متواتر. وأعجب من ذلك تكذيب عثمان الخميس للحديث ، مع تصريح أئمته بأنّه صحيح ، بل وتصريح بعضهم بأنّه متواتر ، فهل يدّعي عثمان بأنّه أعلم من الشيخ الألباني وابن كثير وغيرهم المصرّحين بصحة الحديث؟! ولا يبعد ذلك منه بعدما رأيناه في كتابه كشف الجاني ينكر الواضحات والمسلمات الثابتة عندهم!! وللّه في خلقه شؤون.