__________________
وابن عبّاس عند الحاكم وصحّحه ووافقه الذهبي وعمرو بن عوف عند ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ( ٢ : ٤ / ١١٠ ) ، وهي وإن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف فبعضها يقوّي بعضها ، وخيرها حديث ابن عبّاس.
ثمّ وجدّت له شاهداً قويّاً من حديث علي مرفوعاً به ، أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ( ٢ : ٣٠٧ ) من طريق أبي عامر العقدي : ثنا يزيد بن كثير عن محمّد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن علي مرفوعاً بلفظ : « كتاب اللّه بأيديكم ، وأهل بيتي » ... ).
ثمّ يقول الشيخ الألباني رداً على من ضعّف الحديث مع كثيرة طرقه وصحتها يقول : ( بعد تخريج الحديث بزمن بعيد ، كُتب عليَّ أن أهاجر من دمشق إلى عمّان ، ثمّ أن أُسافر منها إلى الامارات العربية أوائل سنة ١٤٠٢ هجري ، فلقيت في قطر بعض الأساتذة والدكاترة الطيّبين ، فأهدى إليَّ أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا الحديث ، فلّما قرأتها تبيّن لي أنّه حديث عهد بهذه الصناعة ، وذلك من ناحيتين ذكرتهما له :
الأُولى : إنّه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة ، ولذلك قصّر تقصيراً فاحشاً في تحقيق الكلام عليه ، وفاته كثير من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلا عن الشواهد والمتابعات ، كما يشاهد كلّ ناظر يقابل تخريجه بما خرجته هنا.
الثانية : إنّه لم يلتفت إلى أقوال المصحّحين للحديث من العلماء ، ولا إلى قاعدتهم التي ذكروها في مصطلح الحديث : إنّ الحديث الضعيف يتقوّى بكثرة الطُرق ، فوقع في هذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح.
وكان قد نمي إليّ قبل الالتقاء به والاطلاع على رسالته أنّ أحد الدكاترة في الكويت يضعّف هذا الحديث ، وتأكّدت من ذلك حين جاءني خطاب من أحد الإخوة هناك يستدرك عليّ إيرادي الحديث في صحيح الجامع الصغير بالأرقام ( ٢٤٥٣ ، ٢٤٥٤ ، ٢٧٤٥ ، ٧٧٥٤ ) ؛ لأنّ الدكتور المشار إليه قد ضعّفه ، وأنّ هذا