وإذا كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ترك سنّة مكتوبة ، فكيف جاز لأبي بكر وعمر حرقها ومنعها من الناس؟!
وإذا كان حديث « كتاب الله وسنّتي » صحيحاً ، فلماذا يخطبُ أبو بكر بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقول : « لا تحدثوا عن رسول الله شيئاً ، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله ، فاستحلوا حلاله وحرّموا حرامه » (١)؟!
وإذا كان حديث « كتاب الله وسنّتي » صحيحاً ، فلماذا خالفها أبو بكر في قتال مانعي الزكاة ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من قال لا إله إلاّ الله عصم منّي دمه وماله وحسابه على الله! » (٢)؟.
وإذا كان حديث « كتاب الله وسنّتي » صحيحاً ، فكيف جاز لأبي بكر وعمر ومن وافقهما من الصحابة أن يستبيحوا حرمة الزهراء ، ويهجموا على بيتها مهدّدين بحرقها بمن فيها ، ألم يسمعوا قول النبيّ فيها : « فاطمة بضعة منِّي من أغضبها فقد أغضبني ومن آذاها فقد آذاني » (٣).
بلى والله لقد سمعوها ووعوها.
ألم يسمعوا قول الله تعالى : ( قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (٤) التي نزلت فيها وفي بعلها وولديها؟ (٥) فهل كانت مودّة أهل البيت
__________________
١ ـ تذكرة الحفاظ ١ : ٣.
٢ ـ صحيح مسلم ١ : ٣٨ باختلاف ، باب الأمر بقتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ اللّه.
٣ ـ صحيح البخاري ٤ : ٢١٠ ، ( كتاب المناقب ، باب مناقب قرابة رسول اللّه ).
٤ ـ الشورى : ٢٣.
٥ ـ ورد نزولها فيهم عليهمالسلام في شواهد التنزيل للحسكاني ٢ : ١٩١ ، المعجم الكبير