هي ترويعهم وتهديدهم بالحرق ، وضغط الباب على بطن فاطمة حتى أسقطت جنينها بأبي هي وأُمي؟!
وإذا كان حديث « كتاب الله وسنّتي » صحيحاً ، فكيف استحلّ معاوية والصحابة الذين بايعوه وساروا في ركابه أن يلعنوا علياً ويسبوه على المنابر طيلة حكم بني أُمية ، ألم يسمعوا أمر الله لهم بأن يصلّوا عليه كما يصلّون على النبيّ؟ ألم يسمعوا قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من سبّ عليّاً فقد سبّني ، ومن
__________________
حيث أمره وقال له : ( قل ما أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى ).
ثانياً : المقصود من الأجر الذي نفى الأنبياء أخذه إنّما هو الأجر المادي الذي يعود نفعه إلى صاحب الرسالة لتنافيه مع مقام الدعوة والرسالة ، فما سأله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمر من الله لم يكن أجراً ماديّاً بل هو أجر معنوي وأُخروي يعود نفعه إلى الناس أنفسهم ، وذلك لأنّ مودة ذي القربى تجر المحب إلى أن ينتهج سبيلهم في الحياة ويجعلهم اسوة في دينه ودنياه ، وإلى هذا يشير ما جاء في دعاء الندبة : « ثمّ جعلت أجر محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم مودتهم في كتابك فقلت : « لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى » ، وقلت : « ما سألتكم من أجر فهو لكم » ، وقلت : « ما أسألكم عليه من أجر إلاّ من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا » فكانوا هم السبيل إليك والمسلك إلى رضوانك ».
وورد في الصواعق ٢ : ٤٨٩ ما يدلّ على أنّ بعض الصحابة تضجّروا من فعل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال ابن حجر : « ونقل الثعلبي والبغوي عنه إنّه لما نزل قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى ) قال قوم في نفوسهم : ما يريد إلاّ أن يحثنا على قرابته من بعده ، فأخبر جبرئيل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّهم اتّهموه ، فأنزل : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ) فقال القوم : يا رسول الله إنّك صادق ، فنزل : ( هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ).