كلّ ما يحتاجه الإنسان في مسيرته الشاقّة ؛ للتغلّب على كلّ العقبات ، والصمود أمام التحدّيات ، والوصول إلى الهدف المنشود.
ولكلّ ذلك عبّر سبحانه وتعالى عن هذه الحقيقة بقوله :
( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيء ) (١).
وعلى هذا الأساس فليس هناك من شيء إلاّ وهو مذكور في كتاب الله تعالى ، ولكنّ الإنسان بعقله المحدود لا يدرك كلّ الأشياء التي ذكرها الله سبحانه وتعالى لحكمة بالغة لا تخفى على أهل المعرفة ، وذلك كقوله سبحانه وتعالى :
( وَإِن مِنْ شَيء إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) (٢).
و « إن من شيء » بدون استثناء تدلّ على الإنسان ، والحيوان ، والجماد يسبّحُ ، وقد يقبلُ الإنسان تسبيح الحيوان والكائنات الحيّة من النباتات ، ولكن عقله لا يفقهُ تسبيح الحجارة مثلا ، قال تعالى : ( إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ ) (٣).
وإذا سلّمنا بذلك وآمنّا به ، فلابدّ من التسليم والإيمان بأنّ كتاب الله فيه كلّ الأحكام التي يحتاجها الناس إلى يوم القيامة ، ولكنّنا لا ندركها إلاّ إذا رجعنا لِمَنْ أُنزل عليه وفهم كلّ معانيه ، وهو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال تعالى :
( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيء ) (٤).
__________________
١ ـ الأنعام : ٣٨.
٢ ـ الإسراء : ٤٤.
٣ ـ ص : ١٨.
٤ ـ النحل : ٨٩.