علياً والعترة الطاهرة ، وكان من أنصار الخلفاء الثلاثة وكلّ الحكّام من بني أُميّة وبني العباس ، فاعتنق الناس تلك المذاهب طوعاً وكرهاً ؛ لأنّ الحكّام عملوا على تأييدها بوسائل الترغيب والترهيب ، والناس على دين ملوكهم.
ثمّ نجد « أهل السنّة والجماعة » وبعد موت الأئمة الأربعة ، يغلقون باب الاجتهاد في وجه علمائهم ، فلا يسمحون لهم إلاّ بالتقليد لأُولئك الأئمة الميّتين.
ولعلّ الحكّام والأمراء هم الذين أغلقوا عليهم باب الاجتهاد ، ولم يسمحوا لهم بالنقد والنظر في شؤون الدين ، خوفاً من التحرّر الفكري الذي قد يسبِّب لهم قلاقل وفتناً قد تهدّد مصالحهم وكيانهم.
وأصبح « أهل السنّة والجماعة » مقيّدين لتقليد رجل ميّت لم يشاهدوه ولم يعرفوه حتى يطمئنوا لعدالته وورعه وعلمه ، وإنّما كلّ ما هنالك أنّهم أحسنوا الظنّ بأسلافهم الذين يروي كلّ فريق منهم مناقب خيالية في الإمام الذي يتبعه ، فجاء أغلبها فضائل مناميَّة لا تتعدّى أضغاث أحلام أو طيف منام ، أو ظنّاً وأوهاماً ، فكلّ حزب بما لديهم فرحون.
ولو نظر المثقّفون من « أهل السنّة والجماعة » اليوم إلى المثالب التي رواها أسلافهم أيضاً ، وتضارب الأقوال في بعضهم حتى وصل بهم الأمر إلى الحروب والتكفير في ما بينهم ، لراجعوا موقفهم من أُولئك الأئمة ولكانوا من المهتدين.
ثمّ كيف يقلّد المسلم العاقل في هذا الزمان رجلا لا يعرف من مستحدثات العصر شيئاً ، ولا يجيبه إذا سأله عن حل لبعض مشاكله ، ومن