المؤكّد بأنّ مالكاً وأبا حنيفة وغيرهم سيتبرَّأون من « أهل السنّة والجماعة » يوم القيامة ويقولون : ربنا لا تؤاخذنا بما فعل هؤلاء الذين لم نعرفهم ولم يعرفونا ، وما قلنا لهم يوماً بوجوب تقليدنا.
ولا أدري ماذا سيكون جواب « أهل السنّة والجماعة » عندما يسألهم ربّ العالمين عن الثقلين؟ ثمّ يأتي عليهم بالرسول شهيداً ، وسوف لن يقدروا على دفع شهادته ، ولو تذرَّعوا بطاعة ساداتهم وكبرائهم.
وإذا سألهم : هل وجدتم في كتابي أو في سنّة رسولي عهداً أو ميثاقاً أو حجّة على اتباع المذاهب الأربعة؟
والجواب على هذا معروف ولا يتطّلب مزيداً من العلم ، فليس في كتاب الله ولا في سنّة رسوله شيء من ذلك ، وإنّما في كتاب الله وسنّة رسوله أمر صريح بالتمسّك بالعترة الطاهرة وعدم التخلّف عنهم.
ولعلّهم سيقولون : ( رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ ) (١) وسيكون الردّ : كلا ، تلك كلمة أنتم قائلوها.
وسيقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا ربّ إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ، إنّني أوصيتهم بعترتي ، وبلَّغتهم ما أمرتني به من مودّة قرابتي ، فنكثوا بيعتي ، وقطعوا رحمي ، وذبحوا ولدي ، وأباحوا حرمي ، فلا ترزقهم يا ربّ شفاعتي.
ومرّة أُخرى يتبيَّن لنا بأنّ « أهل السنّة والجماعة » لا تربطهم بالرسول صلة ولا مودّة ، فمن فارق العترة فقد فارق القرآن ومن فارق القرآن فلن تجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً.
__________________
١ ـ السجدة : ١٢.