وقد كشف عبد الله بن عمر عن مكنون قلبه وأباح بخالص سرّه ، عندما حدَّث بأنّه لا يعدّ لعلي عليهالسلام فضلا ولا فضيلة ، ولا منقبة واحدة تجعله على الأقل في المرتبة الرابعة بعد عثمان بن عفان.
وقد عرفنا بأنّه يفضّل أبا بكر وعمر وعثمان فقط ، أمّا علي عليهالسلام فهو بالنسبة إليه من سوقة الناس إن لم يكن أقّلهم عنده ، وإليك حقيقة أُخرى أخرجها المحدِّثون والمؤرِّخون تعرب بصراحة عن نفسية ابن عمر الحاقدة والمبغضة لعلي ، ولكلّ الأئمة عليهمالسلام من عترة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الطاهرة.
قال عبد الله بن عمر ، وهو يفسّر حديث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله : « الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش » ، قال عبد الله بن عمر : يكون على هذه الأُمّة اثنا عشر خليفة وهم :
أبو بكر الصديق ، عمر الفاروق ، عثمان ذو النورين ، معاوية وابنه ملكا الأرض المقدّسة ، والسفاح ، وسلام ، ومنصور ، وجابر ، والمهدي ، والأمين ، وأمير العصب ، كلّهم من بني كعب بن لؤي ، كلهم صالح لا يوجد مثله! (١).
__________________
أخرج الحاكم في المستدرك ٣ : ٥٥٦ وابن عساكر ١٢ : ١٥٩ أنّ الحجّاج كان يقول : يزعم ابن مسعود أنّه يقرأ قرآناً من عند الله ، والله ما هو إلاّ رجز من رجز الأعراب. وكان يقول : اتقوا الله ما استطعتم فليس فيها مثوبة ، واسمعوا وأطيعوا لأمير المؤمنين عبدالملك بن مروان فإنّها المثوبة.
كما أخرج ابن عقيل في كتاب النصائح الكافية : ١٠٦ أنّ الحجّاج خطب بالكوفة فذكر الذين يزورون قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمدينة قال : تبّاً لهم إنّما يطوفون بأعواد ورمّة بالية ، هلاّ طافوا بقصر أمير المؤمنين عبدالملك؟ ألا يعلمون أنّ خليفة المرء خير من رسوله.
١ ـ تاريخ دمشق ٦ : ٤٠٨ ـ ٤٠٩ ، سير أعلام النبلاء للذهبي ٤ : ٣٨.