إقرأ واعجب أيّها القارئ العزيز من هذا الفقيه المعظَّم عند « أهل السنّة والجماعة » كيف يحرّف الحقائق ويقلبها ، فيجعل معاوية وابنه يزيد والسفاح من أفضل العباد ، إذ يقول صراحة : كلّهم صالح ولا يوجد مثله!
وقد أعمى بصره الحقد والجهل ، كما أعمى بصيرته الحسد والبغض (١) ، فلم يَرَ لأمير المؤمنين علي عليهالسلام فضلا ولا فضيلة ، فيقدّم عليه معاوية الطليق وابنه يزيد الزنديق والمجرم السفاح ، وما عشت أراك الدهر عجباً!
فعبد الله بن عمر هو ابن أبيه حقاً ، والشيء من مأتاه لا يستغرب ، وكل إناء بالذي فيه ينضح ، فأبوه عمل بكل جهوده لإبعاد عليّ عليهالسلام عن الخلافة واحتقاره وانتقاصه في أعين الناس.
وهذا ابنه الحاقد البغيض ، ورغم وصول علي عليهالسلام إلى الخلافة بعد مقتل عثمان إذ بايعه المهاجرون والأنصار ؛ نراه امتنع عن مبايعته ، وعمل بكلّ جهوده على أطفاء نوره ، وتأليب الناس عليه لإسقاطه ، فجعل يحدِّث ويوهم المسلمين بأنّ عليّاً عليهالسلام لا فضل له ، وهو كسائر الناس العاديين.
وقد خدم عبد الله بن عمر الدولة الأموية ، وتوّج معاوية وابنه يزيد بتاج الخلافة كذباً وافتراء على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واعترف بخلافة السفاح والمنصور ، وكلّ فسّاق بني أُميّة ، وقدَّمهم على سيّد المسلمين ، وولي المؤمنين بنصّ القرآن والسنّة ، ولم يعترف بخلافته رغم وقوعها ، إنّ هذا لشيء عجيب!
__________________
١ ـ إقرأ ولا تنسَ قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي أخرجه مسلم بأنّ حبّ علي بن أبي طالب إيمانٌ وبغضه نفاقٌ ، وأنّ المنافقين كانوا لا يُعرفون زمن النبيّ إلاّ ببغضهم لعلي.