وفي رواية ابن عساكر ، قال له الإمام علي : « أُنشدك الله يا طلحة أسمعتَ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من كنتُ مولاه فعلي مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه »؟
قال : نعم.
فقال له : « فلم تُقاتلني »؟!
وكان جوابه : الطّلب بدم عثمان ، وكان ردّ علي : « قتل الله أولانا بدم عثمان » (١).
واستجاب الله دعوة علي فقُتل طلحة في اليوم نفسه ، قتله مروان بن الحكم الذي جاء به طلحة لمحاربة علي (٢).
إنّه طلحة الفتنة والبهتان وتقليب الحقائق لا يراعي في ذلك إلاًّ ولا ذمّة ، ولا يفي بعهده ، ولا يسمع نداء الحقّ ، وقد ذكّره به الإمام علي ، وأقام عليه بذلك الحجّة ، ولكنّه أصرّ واستكبر وتمادى في غيّه ، فضلَّ وأضلَّ ، وقُتلَ بسبب فتنته خلق كثير من الأبرياء ، لم يشاركوا في مقتل عثمان ولا عرفوه مدّة حياتهم ، ولا خرجوا من البصرة.
نقل ابن أبي الحديد أنّه لمّا نزل طلحة البصرة أتاه عبد الله بن حكيم
__________________
١ ـ تاريخ دمشق ٢٥ : ١٠٨ ، باختلاف.
٢ ـ قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة مروان ٣ : ٤٧٩ : ( قال ابن سعد : كانوا ينقمون على عثمان تقريب مروان وتصرّفه.
وقاتل يوم الجمل أشدّ قتال ، فلمّا رأى الهزيمة رمى طلحة بسهم فقتله ، فخرج يومئذ وحمل إلى بيت امرأة فداووه .. وكان يوم الحرة مع مسرف بن عقبة يحرّضه على قتال أهل المدينة ).