التميمي لكُتب كان كتبها إليه فقال لطلحة :
يا أبا محمّد أما هذه كتبك إلينا؟
قال : بَلَى.
قال : فكتبتَ أمس تدعونا إلى خلع عثمان وقتله ، حتّى إذا قتلتهُ أتيتنا ثائراً بدمه ، فلعمري ما هذا رأيك ، إنّك لا تريد إلاّ هذه الدنيا ، مهلا إذا كان هذا رأيكَ فلِمَ قبلتَ من علي ما عرض عليك من البيعة ، فبايعته طائعاً راضياً ثمّ نكثتَ بيعتك ، ثمّ جئتَ لتدخلنا في فتنتك (١).
نعم ، هذه هي حقيقة طلحة بن عبيد الله عارية ، كما ذكرها أصحاب السنن والتواريخ من « أهل السنّة والجماعة » ، وبعد كلّ هذا فهم يقولون بأنّه من العشرة المبشّرين بالجنّة.
ويحسبون أنّ الجنة هي فندق هيلتون يدخلها أصحاب الملايين والسماسرة من رجال الأعمال ، فيلتقي فيها القاتل والمقتول ، والظالم والمظلوم ، ويلتقي فيها المؤمن والفاسق ، والبرّ والفاجر.
( أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِىً مِنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيم ) (٢).
( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) (٣).
( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَ يَسْتَوُونَ ) (٤).
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ : ٣١٨.
٢ ـ المعارج : ٣٨.
٣ ـ ص : ٢٨.
٤ ـ السجدة : ١٨.