إلى السنّة النبويّة ، وأوّل شيء فعله هو توزيع بيت المال ، فأعطى لكلّ واحد من المسلمين ثلاثة دنانير سواء كان عربياً أم أعجمياً ، وهو ما فعله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم طيلة حياته ، وأبطل علي بذلك بدعة عمر بن الخطّاب الذي فضلّ العربي على الأعجمي ، فأعطى للعربي ضعف الأعجمي.
ويكفي علي بن أبي طالب أن يعود بالناس إلى السنّة النبويّة حتى يثور عليه الصحابة الذين أُعجبوا بما ابتدعه عمر.
وهذا أمر أغفلناه في تعليل محبّة قريش وتقديسها لعمر ، وقد فضّلها على باقي المسلمين ، وبعث فيهم نعرة القومية العربيّة ، والقبليّة القريشيّة ، والطبقيّة البورجوازيّة.
فكيف يأتي علي بعد ربع قرن من وفاة النبيّ ليعود بقريش إلى ما كانت عليه زمن النبيّ الذي سوّى في العطاء ، فكان بلال الحبشي يقبض كالعبّاس عمّ النبيّ ، وقد كانت قريش منكرة على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تلك المساواة ، وقد نجد خلال تصفّح السيرة بأنّهم كانوا يُعارضونه في أغلب الأوقات من أجل ذلك.
ومن أجل ذلك أيضاً ثارت ثورة طلحة والزبير على أمير المؤمنين علي لأنّه ساوى بينهم في العطاء ، ولم يعطهم ما طلبوا من الامارة ، ثمّ هو يريد محاسبتهم على الأموال التي جمعوها ليعود بالأموال المسروقة إلى الشعب المستضعف.
والمهم أن نعرف بأنّ الزبير عندما يئس أنْ يولّيه علي على البصرة ، وأن يفضّله على غيره ، وخاف أن يُحاسبه الخليفة الجديد على ثروته الخيالية ،