جاء مع صاحبه طلحة يستأذنان علياً في الخروج إلى العمرة ، وعرف علي نواياهما المبيتة فقال :
« والله ما أرادا العمرة ولكنّهما أرادا الغدرة » (١).
والتحقَ الزبير هو الآخر بعائشة بنت أبي بكر فهي أختُ زوجته ، وأخرجها هو وطلحة صوب البصرة ، ولما نبحتها كلاب الحوأب ، وأرادت الرجوع جاؤوها بخمسين رجلا جعلوا لهم جعلا وشهدوا زوراً لكي تواصل أُمّ المؤمنين عصيانها لرّبها ولزوجها ، وتسير معهم الي البصرة ، لأنّهم عرفوا بدهائهم بأن تأثيرها في الناس أكبر من تأثيرهم ، فقد أوعزوا طيلة ربع قرن ، وأوهموا الناس بأنّها حبيبة رسول الله وابنة الصديق الحميراء التي عندها نصف الدين ، والعجيب في أمر الزبير أنّه هو الآخر خرج للطلب بدم عثمان كما يدّعي ، وقد اتهمه صلحاء الصحابة بأنّه هو الذي عمل على قتله.
فقد قال له الإمام علي عند مُقابلته له في ساحة المعركة : « أتطلب منّي دم عثمان وأنت قتلته »؟ (٢)
وفي لفظ المسعودي قال له : « ويحك يا زبير ما الذي أخرجك »؟ قال : الطلب بدم عثمان ، قال علي : « قتل الله أولانا بدم عثمان » (٣).
كما أخرج الحاكم في المستدرك ، قال : جاء طلحة والزبير إلى البصرة ، فقال لهم الناس : ما جاء بكم؟ قال : نطلب بدم عثمان ، فقال الحسين : أيا
__________________
١ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٨٠ ، الإرشاد للمفيد ١ : ٢٤٥.
٢ ـ تاريخ الطبري ٣ : ٥٢٠.
٣ ـ مروج الذهب ٢ : ٣٦٣ في معركة الجمل.