حاربك وسلم لمن سالمك » (١) ، وقوله : « لأعطينّ رايتي إلى رجل يحبّ الله
__________________
من يبغضه ، وأنصر من نصره ، وأخذل من خذله « ثمّ قال الهيثمي : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليقة وهو ثقة ، وذكر الحديث ابن حبان في صحيحه ١٥ : ٣٧٦ ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ : ١٠٩ وقال : « حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله » ، وأخرج الحديث مع زيادة : اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاده وانصر من نصره واخذل من خذله » ابن ديزل في كتابه ( وقعة صفّين ) بإسناد رجاله كلّهم ثقات كما نقل ذلك ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٣ : ٢٠٨.
١ ـ الأمالي للمفيد : ٢١٣ ح٤ ، وورد بلفظ الجمع في مسند أحمد ٢ : ٤٤٢ ، سنن الترمذي ٥ : ٣٦٠ ، المستدرك ٣ : ١٤٩ ، صحيح ابن حبّان ١٥ : ٤٣٤ ، أحكام القرآن للجصاص ١ : ٥٧١ ، تاريخ بغداد ٧ : ١٤٤ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥١٢ ، المعجم الكبير للطبراني ٣ : ٤٠ ، تاريخ دمشق لابن عساكر ١٣ : ٢١٨ ـ ٢١٩ ، وروي الحديث بطريق ثالث بلفظ « أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم » أخرجه الحافظ عمرو بن شاهين في كتابه ( فضائل سيّدة النساء ٢٩ ).
وهو من الأحاديث المعتبرة عند المحدّثين ، قال الحاكم في المستدرك بعد أن أخرجه وذكر له شاهداً : « هذا حديث حسن » ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك على ذلك.
وذكره التبريزي في مشكاة المصابيح ٣ : ١٧٣٥ والتي هي تلخيص لكتاب المصابيح للبغوي ، وقد ذكر البغوي في المصابيح أنّه إذا لم يشر إلى ضعف الحديث وكان موجوداً في كتب السنن فهو من الحسان عنده.
والخلاصة : إنّ الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم جعلهم ميزاناً ومعياراً يعرف من خلاله حرب الإسلام والمحارب له ، فمن حاربهم فهو محارب للإسلام ومن ناصرهم فهو مناصر للإسلام ، فتكون حرب الجمل التي قادتها عائشة وطلحة والزبير حرب ضدّ الإسلام ، بنصّ كلام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والذي لا ينطق عن الهوى.