الفكرية ، فعلى الشباب المثقّف أن يفتح عينيه ، وعليه أن يقرأ كتب الشيعة ويتّصل بهم ، ويتكلّم مع علمائهم كي يعرف الحقّ من بابه ، فكم خُدِعْنا بالكلام المعسول ، وبالأراجيف التي لا تثبتُ أمام الحجّة والدليل.
والعالم اليوم في متناول الجميع ، والشيعة موجودون في كلّ بقاع الدنيا من هذه الأرض ، وليس من الحقّ أن يسأل الباحث عن الشيعة أعداء الشيعة وخصومهم الذين يخالفونهم في العقيدة ، وماذا ينتظر السائل من هؤلاء أن يقولوا في خصومهم منذ بداية التاريخ؟
فليست الشيعة فرقة سرّيّة لا يطلع على عقائدها إلاّ مَنْ ينتمي إليها ، بل كتبها وعقائدها منشورة في العالم ، ومدارسُها وحوزاتها العلمية مفتوحة لكلّ طلاّب العِلم ، وعلماؤهم يُقيمون الندوات والمحاضرات والمناظرات والمؤتمرات ، ويُنادون إلى كلمة سواء وإلى توحيد الأُمّة الإسلامية.
وأنا على يقين بأنّ المنصفين من الأُمّة الإسلامية إذا ما بحثوا في الموضوع بجدّ ، سوف يستبصرون إلى الحقّ الذي ليس بعده إلاّ الضلال ؛ لأنّ مانعهم من الوصول هو فقط وسائل الدعاية المغرضة والإشاعة الكاذبة من أعداء الشيعة ، أو تصرّفٌ خاطئ من بعض عوام الشيعة (١).
ويكفي في أغلب الأحيان أنْ تُزاح شُبهة واحدة ، أو تنمحي خرافة باطلة ، حتى ترى مَن كان عدوّاً للشّيعة يصبحُ منهم.
ويحضرني في هذا الصدد قصة الشامي الذي ضلّلته وسائل الإعلام في
__________________
١ ـ ستعرف في آخر هذا الكتاب بأنّ أعمال بعض العوام من الشيعة ينفّر الشباب المثقّف من أهل السنّة ولا يشجّعهم على مواصلة البحث للوصول إلى الحقيقة ( المؤلّف ).