وفي صحيح مسلم قال سعد بن أبي وقاص : سمعتُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لعلي : « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي » ، وسمعته يقول يوم خيبر : « لأعطينّ الراية رجلا يحبّ الله ورسولَه ، ويُحبّه الله ورسولُه » ، قال : فتطاولنا لها ، فقال : « ادعوا علياً .. » ولمّا نزلتْ هذه الآية ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) (١) دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : « اللّهمّ هؤلاء أهلي » (٢).
فكيف يعرف سعد بن أبي وقّاص كلّ هذه الحقائق ثمّ يمتنع عن بيعته؟!
كيف يسمع سعد قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من كان الله ورسوله وليه فعليٌّ وليُّه ، اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه » والذي رواه هو بنفسه ثمّ لا يواليه لا ينصره؟!
كيف يغيب على سعد بن أبي وقّاص حديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم « مَن ماتَ
__________________
عليه سعد ، فذكروا علياً ، فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول اللّه ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : « من كنت مولاه فعلي مولاه » ، وسمعته يقول : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي » ، وسمعته يقول : « لأعطين الراية اليوم رجلا يحب اللّه ورسوله ». وصرّح الشيخ الألباني في صحيحته ٤ : ٣٣٥ ح١٧٥٠ بصحّته.
فهذه المناقب مروية عن سعد بن أبي وقاص منفردة كما في خصائص النسائي ، ومجتمعة كما في سنن ابن ماجة وغيره ، وعليه فكلام عثمان الخميس في كتابه كشف الجاني : ١٨٤ عار عن الصحّة ، وإنكار للواضحات نتيجة التسرّع في ردّ فضائل أهل البيت عليهمالسلام ، والتي تعتريه حدّة عند سماعها كما اعترت إمامه ابن تيمية من قبله.
١ ـ آل عمران : ٦١.
٢ ـ صحيح مسلم ٧ : ١٢٠ ، ( كتاب الفضائل ، باب فضائل علي بن أبي طالب ).