وقد عرفنا في فصل الأئمة الاثني عشر من هذا الكتاب (١) رأيه في الخلفاء الاثني عشر على حدّ زعمه ، فقد صحّح خلافة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، ومعاوية ، ويزيد ، والسفّاح ، وسلام ، والمنصور ، وجابر ، والمهدي ، والأمين ، وأمير العصب ، قال : هؤلاء الاثنا عشر كلّهم من بني كعب بن لؤي ، كلّهم صالح لا يوجد مثله.
فهل ترى في هؤلاء واحداً من أئمّة الهدى من عترة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والذين وصفهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّهم سفينة النجاة وأعدال القرآن؟!
ولذلك فإنّك لا ترى لهم وجوداً عند « أهل السنّة والجماعة » ، ولا يوجد في قائمة أئمّتهم وخلفائهم الذين يقتدون بهم واحد من أئمّة أهل البيت عليهمالسلام (٢).
__________________
١ ـ راجع موضوع ( الخلفاء الراشدون عند أهل السنة ).
٢ ـ قال الدكتور إبراهيم الرحيلي في كتابه الانتصار للصحب والآل : ١٧٢ بأنّ هذا الكلام ينافي ما ذكره المؤلّف في كتابه فسألوا أهل الذكر : ١٦٤ « من اتفاق المسلمين على مودّة أهل البيت عليهمالسلام » فإذا كان المسلمون متّفقون على مودّة أهل البيت عليهمالسلام فكيف يأتي هنا ويقول بأنّ أهل السنّة لم يقتدوا بأهل البيت ، ولا يوجود إمام من أئمة أهل البيت في قائمة أئمة أهل السنّة؟!.
والجواب : إن الدكتور الرحيلي نسي المسألة الأساسيّة التي افترق بها الشيعة عن السنّة ، وهو بذلك نسي حتّى ردّه الذي كتبه ردّاً على الدكتور التيجاني ، ولا بأس بعرضها للدكتور الرحيلي حتّى يكون على بيّنة منها لذلك نقول : إنّ المسلمين عموماً وبلا استنثاء متّفقون على وجوب مودّة أهل البيت عليهمالسلام ؛ لأجل النصوص القرآنية والسنّة والنبويّة الصريحة الآمرة بذلك ، وهذا لم يختلف عليه المسلمون ، ومن خالف ذلك وذهب إلى بعض أهل البيت عليهمالسلام فيعدونه ناصبياً