__________________
باصطلاح العلماء ، أو منافقاً بتعبير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنّ علي لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق. وعليه فالمسلمون متّفقون على وجود مودّة أهل البيت وحبّهم وعدم إيذائهم.
ولكن الخلاف وقع في وجوب الاتباع وعدمه فالشيعة ذهبوا إلى وجود اتباع أهل البيت عليهمالسلام والأخذ عنهم والردّ إليهم ؛ لأجل حديث الثقلين المتواتر عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والقائل فيه : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » وحدّد لنا أهل البيت بآية التطهير وحديث الكساء الذي رواه مسلم ، وعليه التزمت الشيعة بلزوم الرجوع إلى القرآن والعترة الطاهرة من أهل البيت عليهمالسلام لفهم معالم الدين.
بينما أهل السنّة لم يلتزموا بذلك ، وتركوا أهل البيت عليهمالسلام وقالوا : لا يجب اتباعهم ، والواجب المودّة فقط ، ورجعوا في معالم دينهم إلى أئمة المذاهب من غير أهل البيت عليهمالسلام ، كمالك وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل والشافعي وسفيان الثوري وابن عيينة والأوزاعي وغيرهم ممّا يطول عدّه ، ولا تجد إماماً من أئمّة أهل البيت عليهمالسلام يرجعون إليه ويأخذون فقههم ودينهم منه.
قال ابن القيّم الجوزية وهو يبيّن الفقهاء الذين نشروا العلم وأخذ عنهم : « والدين والفقه والعلم انتشر في الأُمّة عن أصحاب ابن مسعود ، وأصحاب زيد بن ثابت ، وأصحاب عبد اللّه بن عمر ، وأصحاب عبد اللّه بن عباس ، فعلم الناس عامته عن أصحاب هؤلاء الأربعة.
فأمّا أهل المدينة فعلمهم عن أصحاب زيد بن ثابت وعبد اللّه بن عمر.
وأمّا أهل مكّة فعلمهم عن أصحاب عبد اللّه بن عباس.
وأمّا أهل العراق فعلمهم عن أصحاب عبد الله بن مسعود » أعلام الموقعين ١ : ٢١.
وقال ابن تيميّة : « .. فليس في الأئمة الأربعة ولا غيرهم من أئمة الفقهاء من يرجع إليه [ يعني علي بن أبي طالب ] في فقهه ... » منهاج السنّة ٧ : ٥٢٩.
فباعد أهل السنّة أنفسهم عن أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأخذوا علومهم من غيرهم ،