بني عبد المطلب حتى بلغ ابنك ابن السوء ففرَّق بيننا وبينك » (١).
والمشهور في التاريخ أنّه كان في حرب الجمل من العناصر البارزة والقادة المباشرين ، حتى إنّ عائشة قدّمته ليؤم الناس في الصلاة بعدما عزلت طلحة والزبير ؛ لأنّهما اختلفا ورغب كلّ واحد منهما فيها.
ويقال أيضاً : إنّه هو الذي جاء لخالته عائشة بخمسين رجلا يشهدون زوراً بأنّ المكان ليس بـ ( ماء الحوأب ) ، فواصلت معهم طريقها (٢).
وعبد الله هو الذي عيّر أباه بالجبن واتهمه بالخوف لمّا عزم على اعتزال المعركة ، بعدما ذكَّره الإمام علي عليهالسلام بحديث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وإعلامه بأنّه سيقاتل علياً وهو له ظالم ، حتّى إن أباه لمّا أكثر هو تعييره قال له : مالك أخزاك الله من ولد ما أشأمك (٣).
ويقال : إنّه ما زال يُعيّر أباه ويهيّجه حتى حمل على جيش عليّ فقُتل ، وبهذا يصدق عليه قول أبيه « ما أشأمك من ولد ».
وهذه هي الرواية التي اخترناها لأنّها أقرب للواقع ولنفسية الزبير الحاقدة وابنه عبد الله ابن السوء ، فلا يمكن للزبير أن ينسحب من المعركة بتلك السهولة ، ويترك وراءه طلحة وأصحابه ومواليه وعبيده الذين جاء بهم إلى البصرة ، ويترك أُمّ المؤمنين أُخت زوجته وقد أشرفت على الهلاك ، ولو سلَّمنا بأنّه تركهم فهم لا يتركونه ، وبالخصوص ابنه عبد الله الذي عرفنا
__________________
١ ـ أنساب الأشراف للبلاذري : ٢٥٥ ، تاريخ الطبري ٣ : ٥١٩.
٢ ـ الإمامة والسياسة ١ : ٨٢ ، المعيار والموازنة للاسكافي : ٥٦.
٣ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ : ١٦٦.