عزمه وشدّة حزمه.
ويذكر المؤرّخون بأنّ عبد الله بن الزبير كان يشتم علياً ويلعنه ويقول : جاءكم الوغد اللئيم ، يقصد علياً عليهالسلام!! وخطب في أهل البصرة يستنفر الناس ويحرّضهم على القتال فقال : أيّها الناس إنّ علياً قتل الخليفة بالحقّ عثمان مظلوماً ، ثمّ جهَّز الجيوش ليستولي عليكم ويأخذ مدينتكم ، فكونوا رجالا تطالبون بثأر خليفتكم ، واحفظوا حريمكم ، وقاتلوا عن نسائكم وذراريكم ، وأحسابكم وأنسابكم ، ألا وإنّ علياً لا يرى في هذا الأمر أحداً سواه ، والله لئن ظفر بكم ليهلكن دينكم ودنياكم (١).
وقد بلغ من بغضه لبني هاشم عامة ولعليّ عليهالسلام خاصة أنّه ترك الصلاة على محمّد أربعين جمعة ويقول : إنّه لا يمنعني من ذكره إلاّ أن تشمخ رجال بآنافها (٢).
وإذا كان حقده وبغضه يصل به إلى ترك الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا لوم عليه ولا يستغرب منه أن يكذب على الناس ، ويتهم الإمام علياً عليهالسلام ويرميه بكلّ قبيح ، وقد سمعت خطبته في أهل البصرة وقوله لهم : والله لئن ظفر بكم ليهلكن دينكم ودنياكم.
إنّه كذب مفضوح ، وبهتان عظيم من عبد الله بن الزبير الذي لا يعرف الحقّ إلى قلبه سبيلا.
__________________
١ ـ تاريخ المسعودي ٥ : ١٦٣.
٢ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٦١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ : ٦٢ ، مروج الذهب ٣ : ٧٩.