وهو الفاروق الأعظم الذي فرَّق الله به الحقّ من الباطل (١) ، ألم يقل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّ حبّه إيمان وبغضه نفاق (٢) ، وأنّ الحقّ يدور معه حيث دار (٣)؟
وأمّا « ذو النورين » (٤) ، فهو عليهالسلام ، والد الحسن والحسين عليهماالسلام سيّدي شباب أهل الجنّة ، وهما نوران من صلب النبوة.
وأمّا « سيف الله » فهو الذي قال فيه جبريل عليهالسلام يوم أحد : « لا فتى إلاّ عليّ ولا سيف إلاّ ذوالفقار » (٥).
وهو بحقّ سيف الله الذي سلَّه على المشركين فقتل أبطالهم ، وجندل
__________________
ومنه تعرف أنّ المضعّفين له لم يضعّفوه لخلل في سنده ، وإنّما لما ادعوه من وجود النكارة في متنه حيث أطلق على نفسه الصديق الأكبر وأنّه صلّى قبل الناس بسبع سنين! وهذا خلاف ما عليه القوم من سبق إيمان أبي بكر وأنّه الصديق الأكبر.
إلاّ أنّه بما ذكرناه وذكره علماء السنّة يتّضح أنّ الحديث صحيح سنداً ، ولا نكارة في متنه ؛ لأنّ الكثير من علماء أهل السنّة ذهب إلى إسلام علي بن أبي طالب قبل أبي بكر ، وعليه فتندفع جميع التوهمات التي ذكرت.
١ ـ الاحتجاج ١ : ٢٠٤ ، اليقين لابن طاووس : ٤٩٩.
٢ ـ صحيح مسلم في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام.
٣ ـ سنن الترمذي ٥ : ٢٩٧ ، المستدرك للحاكم ٣ : ١٢٥ وصحّحه ، المعجم الأوسط ٦ : ٩٥.
٤ ـ سمّى أهل السنّة والجماعة عثمان بذي النورين ، ويعلّلون ذلك بأّنّه تزوّج رقيّة وأُمّ كلثوم بنتي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والصحيح أنّهما ربيبتاه ، وعلى فرض أنّهما بنتاه فكيف تكونان نورين ولم يحدّث النبيّ لهما بفضيلة واحدة ، ولماذا لا تكون فاطمة التي قال في حقّها « سيّدة نساء العالمين » هي النور ، ولماذا لم يسمّوا علياً بذي النور ، على هذا الأساس؟ ( المؤلّف ).
٥ ـ نظم درر السمطين للزرندي : ١٢٠ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٢١٧.