جدّاً تفوق الحصر ، وسوف نعمل على جمعها في كتاب خاصّ إن شاء الله.
وكالعادة وبإيجاز نذكر هنا بعض الأمثلة ؛ ليتبيّن للباحث على أيّ أساس بنى « أهل السنّة والجماعة » مذهبهم وعقيدتهم.
فقد جاء في صحيح مسلم (١) ، وفي شرح الموطأ لجلال الدين السيوطي عن أنس بن مالك قال : صلّيت خلف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ، فلم أسمع أحداً منهم يقرأ : بسم الله الرحمان الرحيم.
وفي رواية أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان لا يجهر بقراءة بسم الله الرحمان الرحيم ، قال : وقد روى هذا الحديث عن أنس ، قتادة ، وثابت البناني وغيرهما ، وكلّهم أسنده وذكر فيه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ أنّهم اختلف عليهم في لفظه اختلافاً كثيراً ، مضطرباً ومتدافعاً ، فمنهم من يقول فيه : كانوا لا يقرأون بسم الله الرحمان الرحيم ، ومنهم من يقول : كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمان الرحيم ، ومنهم من يقول : كانوا يجهرون ببسم الله الرحمان الرحيم ، ومنهم من قال : كانوا لا يتركون بسم الله الرحمان الرحيم ، ومنهم من قال : كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله ربِّ العالمين.
قال : وهذا اضطراب لا تقوم معه حجّة لأحد من الفقهاء (٢).
أمّا إذا أردت معرفة السرّ الحقيقي لهذا التناقض والاضطراب من نفس
__________________
١ ـ صحيح مسلم ٢ : ١٢ باب حجّة من قال : لا يجهر بالبسملة.
٢ ـ تنوير الحوالك شرح على موطأ مالك ١ : ١٠٣. ونحن نقول : الحمدُ لله أن شهد شاهدٌ من أهلها على أضطراب الأحاديث عندهم وتناقضها وأنّه ـ كما اعترف ـ لا تقوم لأحد من فقهائهم حجّة ، إنّما الحجّة قائمة مع أئمة الهدى الأطهار الذين لم يختلفوا في شيء ( المؤلّف ).