الراوي ، وهو أنس بن مالك الذي كان يلازم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّه حاجبه ، فتراه مرّة يروي بأنّهم ( رسول الله والخلفاء الثلاثة ) كانوا لا يقرأون بسم الله الرحمان الرحيم ، ومرّة بأنّهم لا يتركونها!!
إنّما هو الواقع الأليم المؤسف الذي اتبعه أكثر الصحابة في نقل الحديث وروايته ، حسبما تقتضيه المصلحة السياسية وحسبما يرضي الأمراء.
فلا شكّ بأنّه روي عدم القراءة لبسم الله الرحمان الرحيم ، عندما عمل بنو أُميّة وحكّامهم على تغيير كلّ سنّة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان عليّ بن أبي طالب يتمسّك بها ويعمل على إحيائها.
فقد قامت سياستهم على مخالفته في كلّ شيء والعمل بضدّه ، حيث اشتهر ـ سلام الله عليه ـ بأنّه كان يبالغ في الجهر بالبسملة حتى في الصلاة السرية.
وهذا ليس ادّعاء منّا أو من الشيعة ، فنحن لم نعتمد في كلّ ما كتبنا إلاّ على كتب « أهل السنّة والجماعة » وتصريحاتهم.
وقد ذكر الإمام النيسابوري في تفسير غرائب القرآن ، وبعد ذكره للروايات المتناقضة عن أنس بن مالك قال : « وفيها تهمة أُخرى ، وهي أنّ علياً ( رضي الله عنه ) كان يبالغ في الجهر بالتسمية ، ولمّا كان زمن بني أُميّة بالغوا في المنع من الجهر سعياً منهم في إبطال آثار عليّ بن أبي طالب ، فلعلّه إنّما خاف منهم فلهذا اضطربت أقواله » (١).
__________________
١ ـ تفسير غرائب القرآن للنيسابوري بهامش تفسير الطبري ١ : ٧٩ ، تفسير الفخر الرازي ١ : ٢٠٦.