يكون واحداً من الأنصار (١).
ويكفي هذا الصحابي أن يسمع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعو ربّه بأن يأتيه بأحبّ الخلق إليه ، ويستجيب الله لدعاء رسوله فيأتيه بعليّ عليهالسلام ، ولكنّ بغض أنس له يحمله على الكذب ، فيردّ عليّاً مدّعياً بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في حاجة له ، ويتكرّر منه الكذب ثلاث مرّات متوالية ؛ لأنّه لم يقبل أن يكون عليّ عليهالسلام أحبّ الخلق إلى الله بعد رسوله ، ولكن عليّاً اقتحم الباب في المرّة الرابعة ودخل ، فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ما حبسك عنّي يا علي »؟ قال : « جئتك فردّني أنس ثلاث مرات » ، قال : « ما حملك على ذلك يا أنس »؟ قال : يا رسول الله سمعت دعاءك ، فأحببت أن يكون رجلا من قومي.
والتاريخ بعد ذلك يحدّثنا بأنّ أنس بقي على بغضه للإمام عليهالسلام طيلة
__________________
١ ـ هذا الحديث معروف بحديث الطير ، وله طرق عديدة ومتكاثرة جدّاً عن جمع كبير من الصحابة ، منهم علي بن أبي طالب وابن عباس وسفينة وأبي سعيد الخدري وأنس وغيرهم ، وأخرجه جمع كبير من الحفّاظ والمحدّثين! فقد أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ : ١٣٠ وقال : ( صحيح على شرط الشيخين ) ثمّ قال : ( وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفساً ، ثمّ صحّت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة ) ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ : ١٢٦ وقال : ( رجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة ) ، كما صحّح الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني في ( أجوبة الحافظ ابن حجر عن أحاديث المصابيح ) المطبوع في آخر كتاب المشكاة ٣ : ١٧١٩. وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة ٢ : ٥٦٠ ، والترمذي في السنن ٥ : ٣٠٠ ، والبزاز في المسند ٩ : ٢٨٧ ، والطبراني في الأوسط ٢ : ٢٠٧ ، وأبو نعيم في ( مسند أبي حنيفة ) ١ : ٢٣٤ ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٣ : ٣٩٠ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٢٥٢ ، والمناقب للخوارزمي : ١١٥.