وسُئل القاضي أبو يعلى عمّن شتم أبا بكر؟ فقال : كافر ، قيل : فيصلّى عليه؟ قال : لا ، فقيل : كيف يصنع به وهو يشهد أن لا إله إلاّ الله؟ قال : لا تمسّوه بأيديكم ، ادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته (١).
ويقول الإمام أحمد بن حنبل : « خير الأُمّة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أبو بكر ، وعمر بعد أبي بكر ، وعثمان بعد عمر ، وعليّ بعد عثمان ، وهم خلفاء راشدون مهديّون ، ثمّ أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس ، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم ، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص ، فمن فعل ذلك فقد وجب تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه ، بل يعاقبه ويستتيبه ، فإن تاب قُبل منه ، وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلَّده في الحبس حتى يموت أو يُراجع » (٢).
وقال الشيخ علاء الدين الطرابلسي الحنفي : « من شتم أحداً من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو علياً أو معاوية أو عمرو بن العاص ، فإن قال : كانوا على ضلال وكفر قُتل ، وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نكّل نكالا شديداً (٣).
وينقل الدكتور حامد حفني داود أقوال « أهل السنّة والجماعة » باختصار ، فيقول : « يرى أهل السنّة أنّ الصحابة كلّهم عدول ، وأنّهم جميعاً مشتركون في العدالة وإن اختلفوا في درجاتها ، وأنّ من كفَّر صحابياً فهو كافر ، ومن
__________________
١ ـ الصارم المسلول : ٥٧٠.
٢ ـ راجع الغدير ١٠ : ٢٦٨.
٣ ـ معين الحكّام فيما يتردّد بين الخصمين من الأحكام : ٢٢٨ ، عنه الغدير ١٠ : ٢٩٨.