فكثير مِمّا أنكره الموسوي هو من ضروريات الدّين التي نزل بها الذكر الحكيم ، وأمر بها الرسول العظيم ، وأجمع عليها كلّ المسلمين ، والمنكر لها كافر بإجماع المسلمين.
فإن كان يقصد بـ « التصحيح » إبدال تلك العقائد وتلك الأحكام ، فقد كفر وخرج من ربقة الإسلام ، وعلى المسلمين كافة أن يقاوموه.
وإن كان يقصد بـ « التصحيح » إبدال عقائده الشخصية التي يُعاني من مركّباتها ، والتي يظهر منها أنّه لم يعرف من الشيعة شيئاً ، ولعلّه نقم عليهم إذ حمّلهم مسؤولية قتل والده الذي ذُبِـحَ كالكبش ( كما يقول هو في صفحة ٥ من كتابه ) على يد مجرم في لبوس رجل الدّين.
فنشأ من صغره بتلك العقدة ناقماً على الشيعة بدون ذنب اقترفوه ، وحوَّل وجهه شطر « أهل السنّة والجماعة » وشاركهم في الحقد والبغض لأتباع أهل البيت ، بدون الانتماء إليهم ، فبقيَ مذبذباً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، فلم يعرف من الشيعة غير ما يردّده أعداؤهم من الأكاذيب ، ولم يعرف من « أهل السنّة والجماعة » غير صلاة الجمعة والجماعة ( إن كان يحضرها ).
فإذا كان هذا هو المقصود بالتصحيح ، فما عليه إلاّ تصحيح عقائده الفاسدة التي خالف بها إجماع الأُمّة.
وإذا كان الدكتور موسى الموسوي قد نشأ وترعرع حسب ما يدّعي ( في الصفحة الخامسة من كتابه ) ودرس وتأدّب على يد أكبر زعيم وقائد ديني عرفه تاريخ التشيّع منذ الغيبة الكبرى وحتى هذا اليوم ، وهو جدّه الإمام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوي الذي قيل فيه : « أنسى من قبله وأتعب من