وللمسلمين ، ولكنّه أخذته العزّة بالإثمّ ، فراحَ يحرّم ما أحلّ الله ورسوله كمتعة الحجّ ، ومتعة النساء ، وسهم المؤلّفة قلوبهم ، ويحلّلُ ما حرّم الله ورسولهُ كإمضائه الطّلاق الثلاث ، والتجسّس على المسلمين ، وغير ذلك (١).
ومن أجل ذلك عمل هو وصاحبه أبو بكر من أوّل يوم على منع أحاديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومنع تدوينها وكتابتها حتى وصل الأمر بهما إلى حرق كلّ ما جمعه الصحابة من الأحاديث والسنن النبويّة ، أولا : لطمس حقائق علي وأهل البيت التي نَطق بها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وثانياً : لكي لا يجدوا في النصوص النبويّة معارضة للسياسة التي تبنوّها ، والأحكام التي اجتهدوا بها بآرائهم ، وثالثاً : لأنّ عمر بن الخطّاب ما كان يعرف من سنّة النبيّ إلاّ القليل.
فقد أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن ابن عباس أنّ عمر بن الخطّاب تحيّر في حكم الشكّ في الصلاة ، فقال له : يا غلام هل سمعتَ من رسول الله أو من أحد أصحابه : إذا شكّ الرجل في صلاته ماذا يصنع (٢)؟
عجيبٌ والله أمر عمر بن الخطّاب خليفة المسلمين لا يعرف كيف يرقّع صلاته ، فيسأل عن ذلك صبيانَ الصحابة ، وهو أمرٌ يعرفه عامّة المسلمين والأميّون منهم حتى في يومنا الحاضر! والأعجب من ذلك قول « أهل السنّة والجماعة » بأنّ عمر كان أعلم الصحابة ، فإذا كان أعلمهم على هذا النمط فظنّ خيراً ولا تسأل عن الخبرِ!!
__________________
١ ـ إقرأ كتاب النصّ والاجتهاد لشرف الدين الموسوي ( المؤلّف ).
٢ ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل ١ : ١٩٠ ، وصرّح بصحته محقق الكتاب العلاّمة أحمد محمود شاكر.