__________________
سبحان الله أُنظر إلى القوم بدل أن يجعلوا قتال طلحة والزبير لعليّ عليهالسلام طعناً فيهما ، جعلوه طعناً في عليّ عليهالسلام ، وعلى كلّ حال إنّ أحمد بن حنبل كان جاداً في هذا الأمر وكان يفحش على من لم يقل إنّ علياً خليفة ( السنّة للخلاّل : ٤١٩ ح٦٢٦ ).
وكان يبتسم لعمّه عندما كان يقول : « هؤلاء الفسّاق الفجّار الذين لا يثبتون إمامة علي » ( السنّة : ٤٢٧ ح٦٤٨ ).
فلذا أظهر أحمد التربيع بالخلفاء ودافع عنه ، وممّا يدلّ على أنّه هو الذي أظهر التربيع هذه الرواية التي يقول فيها الراوي : « دخلت على أحمد بن حنبل حين أظهر التربيع بعليّ فقلت : يا أبا عبد الله ، إنّ هذه اللّفظة توجب الطعن على طلحة والزبير ». ( شرح أصول اعتقاد أهل السنّة للالكائي ٨ : ١٤٧٥ ح٢٦٧٠ ).
وذكر ابن حجر في فتح الباري ٧ : ٤٧ إنّ أحمد احتج في التربيع بعليّ بحديث سفينة مرفوعاً : الخلافة ثلاثون سنة.
وقال ابن تيميّة في منهاج السنّة ٤ : ٤٠١ : ( .. يقولون .. : إنّ الزمان زمان فتنة وفرقة ، ولم يكن هناك إمام جماعة ولا خليفة. وهذا القول قاله كثير من علماء أهل الحديث البصريين والشاميين والأندلسيين وغيرهم.
وكان بالأندلس كثير من بني أُميّة يذهبون إلى هذا القول ، ويترحمّون على عليّ ويثنون عليه ، لكن يقولون : لم يكن خليفة ، وإنّما الخليفة من اجتمع الناس عليه ، ولم يجتمعوا على عليّ. وكان من هؤلاء من يربّع بمعاوية في خطبة الجمعة ، فيذكر الثلاثة ويربّع بمعاوية ولا يذكر علياً ، ويحتجّون بأنّ معاوية أجمع عليه الناس بالمبايعة لمّا بايعه الحسن ، بخلاف علي فإنّ المسلمين لم يجتمعوا عليه ، ويقولون لهذا ربّعنا بمعاوية ، لا لأنّه أفضل من علي ، بل علي أفضل منه.
وهؤلاء قد احتجّ عليهم الإمام أحمد وغيره بحديث سفينة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « الخلافة بعدي ثلاثون سنة » وقال أحمد : من لم يربّع بعلي فهو أضلّ من حمار أهله ».