الحديث ، عند ذلك أُلحِقَ علي بن أبي طالب عليهالسلام بالخلفاء الثلاثة (١).
__________________
صلبه كتب ورقة وعلقت في اُذنه فيها : « هذا رأس أحمد بن نصر بن مالك ، دعاه عبد الله بن الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه فأبى إلاّ المعاندة فعجلّه الله إلى ناره » ( تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٤١ ).
وممّا يدلّل على شدّة اهتمام الواثق العباسي بهذه المسألة ، أنّه لما أراد أن يفادي أُسراء المسلمين الذين كانوا عند الرومانيين جعل شرط الفداء امتحان هؤلاء الاسرى بمسألة خلق القرآن ، فمن قال : ( القرآن مخلق ) فودي به ، ومن أبى ذلك ترك في أيدي الروم ( تاريخ الطبري حوادث سنة ٢٣١ ).
فنقول ونتساءل : كيف ترك الواثق أحمد بن حنبل ولم يتعرّض له؟! فهذا ممّا يثير الشكّ في أمره ، ولم يكن الواثق العباسي بالذي يخشى من أحمد أو من فتنة الناس ، فإنّه كان في أوج قدرته وكان يقتل العلماء المخالفين له من دون أيّ حرج ، فلذا لما قيل أحمد بن حنبل : صبرت يا أبا عبدالله في المحنة ، قال : ما صبرت الذي صبر أخي أحمد بن نصر الخزاعي ، وذلك أنّهم أغلظوا القول فأغلظ لهم ، فضربوا عنقه وما خافهم. ( طبقات الحنابلة ٢ : ٢٨٨ ) فهذه الأُمور كلّها تجعلنا نشككّ في ثبات أحمد وتخدش الرأي المشهور ، والله العالم.
١ ـ بعد تغلّب المروانيين وبني أُميّة على دفّة الحكم ، وما حدث من ملاحقة شيعة عليّ عليهالسلام وقتلهم ، وما حدث من لعن عليّ عليهالسلام على المنابر كما قال ابن تيميّة في منهاج السنّة ٦ : ٢٠١ « وقد كان من شيعة عثمان من سبّ علياً ويجهر بذلك على المنابر وغيرها ... » فبعد هذا كلّه صرفت أنظار الناس عن عليّ عليهالسلام وكانوا لا يعدّونه من الخلفاء إطلاقاً ، ويتعجّبون ممّن يسمّيه خليفة.
روى الخلاّل في السنّة : ٤٢٦ ح٦٤٦ عن عبد الملك بن الحميد الميموني أنّه قال : قلت لأبي عبد الله : فإنّا وبعض اخوتي هو ذا نعجب منك في إدخالك علياً في الخلافة ، قال : فأيش أصنع وأيش أقول بقول عليّ ( رحمه الله ) : أنا أمير المؤمنين ويقال له يا أمير المؤمنين ...؟ قلت : فما تصنع وما تقول في قتال طلحة والزبير إياه وتلك الدماء؟ قال : ما لنا وما لطلحة والزبير وذكر ذا ....