__________________
في هذه الشهرة وتدعونا إلى مزيد التأمّل والفحص ، منها ما ذكره الجاحظ في رسالته في خلق القرآن حيث قال : « وقد كان صاحبكم هذا ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يقول : لا تقية إلاّ في دار الشرك ، فلو كان ما أقرّ به من خلق القرآن كان منه على وجه التقية فقد أعملها في دار الإسلام وقد أكذب نفسه ، وإن كان ما أقرّ به على الصحة والحقيقة فلستم منه وليس منكم ، على أنّه لم ير سيفاً مشهوراً ، ولا ضرب ضرباً كثيراً ، ولا ضرب إلاّ بثلاثين سوط مقطوعة الثمار مشعبة الأطراف حتى أفصح بالإقرار مراراً ... » ( رسائل الجاحظ ، الرسائل الكلامية : ١٧٠ ).
ومنها ما ورد أيضاً في تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٣٢ « وامتحن المعتصم أحمد بن حنبل في خلق القرآن فقال أحمد : أنا رجل علمت علماً ولم أعلم فيه بهذا ، فأحضر له الفقهاء وناظره عبدالرحمن بن إسحاق وغيره ... فقال إسحاق : هذا العلم الذي علمته نزل به عليك ملك أو علمته من الرجال؟ قال : بل علمته من الرجال ، قال : شيئاً بعد شيء أو جملة؟ قال : علمته شيئاً بعد شيء ، قال : فبقي عليك شيء لم تعلمه؟ قال : بقي عليّ ، قال : هذا ممّا لم تعلمه وقد علمكه أمير المؤمنين ، قال : فإنّي أقول بقول أمير المؤمنين. قال : في خلق القرآن؟ قال : في خلق القرآن ، فأشهد عليه وخلع عليه وأطلقه إلى منزله ».
وما منها ما ذكره أحمد بن يحيى بن المرتضى ( ت ٨٤٠ ) في طبقات المعتزلة ( ص١٢٥ ) بعدما ذكر ضرب أحمد بن حنبل وتعذيبه ، إنّ إسحاق بن إبراهيم قال له : « ويحك ، قل ما يقول أمير المؤمنين ، فأقرّ بخلق القرآن ، فقال المعتصم : ألق عليه ثياباً واجمع عليه أهل بغداد فإذا أقرّ بخلق القرآن فأطلقه ، ففعل حتى أقرّ فأطلقه ».
ومنها : أنّ الواثق بالله شدّد الأمر في مسألة خلق القرآن حتى قتل فيها من قتل من العلماء ، منهم أحمد بن نصر الخزاعي من أئمة أهل الحديث قتله الواثق ، ولمّا