في تمزيق الأُمّة وتفريقها والعمل على إبادتها ، كما ليس لهم فيما يكتبون من حجّة ولا دليل ، سوى التعصّب الأعمى ، والحقد الدّفين ، والجهل المقيت ، وتقليد السلف بدون تمحيص ولا بحث ولا بيّنة ، فهم كالببّغاء يعيدون ما يسمعون ، ويستنسخون ما كتبه النواصب من أذناب الأمويين ، والذين لا يزالون يعيشون على مدح وتمجيد يزيد بن معاوية (١).
فلا نستغربُ من أُولئك الممجدّين ليزيد بن معاوية أن يسبّوا ويكفّروا أعداء يزيد هذا.
وإذا كان سلفهم الصالح ، يزيد وأبوه معاوية يغدقون على أتباعهم ومن تشيّع لهم الذهب والفضة ، ويشترون بها ضمائرهم في الماضي ، فإنّ ملايين الدولارات ، والقصور الفخمة في لندن وباريس والتي ملئتْ بزرق العين ، من الشقراوات ، والخمر المصفّى ؛ لقادرة على شراء ضمائرهم ودينهم وأوطانهم في الحاضر.
ولو كان هؤلاء يتبعون السنّة النبويّة ـ كما يزعمون ـ لتعلّموا من أخلاقه العالية صلىاللهعليهوآلهوسلم احترام الغير ولو خالفهم في العقيدة.
ألم تقل السنّة النبويّة : « المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً » (٢) ، و « المسلم للمسلم كالجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له
__________________
١ ـ فقد نشرت وزارة المعارف للمملكة العربية السعودية كتاباً بعنوان : « حقائق عن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ». وهذا الكتاب انتخبته وزارة المعارف للتدريس في مدارسها الرسمية ( المؤلّف ).
٢ ـ صحيح البخاري ١ : ١٢٣ ( كتاب الصلاة ، باب الحلف والجلوس في المسجد ) ، باختلاف.