سائر الجسد بالسهر والحمّى » (١) ، ألم يصرّح النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّ « سباب المسلم فسوق وقتاله كفرٌ » (٢).
فلو كان هؤلاء الكتّاب المدّعون أنّهم من « أهل السنّة والجماعة » يعرفون السنّة النبويّة ، لما سمحتْ لهم نفوسهم بتكفير من يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله ، ويقيم الصلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويصوم رمضان ، ويحجّ البيت الحرام ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر.
وبما أنّهم أتباع السنّة الأموية والقريشية ، فهم يتكلّمون ويكتبون بالعقلية الجاهلية ، والأفكار القبليّة ، والنعرات العنصرية ، فالشيء من مأتاه لايستغربُ ، وكلّ إناء بالذّي فيه ينضح.
ألم يقل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما جاء في الذكر الحكيم : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلَمَة سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ) (٣)؟
فإن كانوا من أهل السنّة حقّاً ، فلينادوا إخوانهم من الشيعة إلى كلمة سواء بينهم.
وإذا كان الإسلام ينادي أعداءه من اليهود والنصارى إلى كلمة سواء للتفاهم والتآخي ، فكيف بمن يعبدون إلهاً واحداً ، ونبيّهم واحدٌ ، وكتابهم واحدٌ ، وقبلتهم واحدة ، ومصيرهم واحدٌ؟!
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٧ : ٧٧ ( كتاب الآداب ، باب الساعي على المساكين ) ، باختلاف.
٢ ـ صحيح البخاري ١ : ١٧ ( كتاب الإيمان ، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله ).
٣ ـ آل عمران : ٦٤.