وظاهر الصدوق وثاقة يونس وجلالته ، فإن هذه الزيارة البليغة لفظاً ومعنى لا يلقيها الإمام إلاّ لمن كان في أعلى الدرجة من الإيمان فضلاً عن الوثاقة ، ولا يحتمل في حقه حينئذ الغلوّ والخطابية والكذب.
وهذا أيضاً ظاهر أحمد بن محمّد بن أبي نصر في جامعه ، وهو من الأُصول المعروفة ، فإنه نقل الخبر السابق الصريح في حسن عاقبته ووثاقته وأمانته ، ولم يتعرّض لطعن فيه وقال بلا فصل : يونس بن ظبيان قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وهو رمد شديد الرمد ، فاغتممنا لذلك ، ثم أصبحنا من الغد فدخلنا عليه ، فإذا لا رمد بعينه ولا به [قلبة (١)] فقلنا : جعلنا فداك هل عالجت عينيك بشيء؟ فقال : نعم بما هو العلاج ، فقلنا : ما هو؟ قال : عوذة ، قال : فكتبناها وهي :
أعوذ بعزّة الله وأعوذ بقوّة الله وأعوذ بقدرة الله وأعوذ بنور الله وأعوذ بعظمة الله وأعوذ بجلال الله وأعوذ بجمال الله وأعوذ ببهاء الله وأعوذ بجمع الله قلنا ما جمع الله؟ قال : بكلّ الله وأعوذ بعفو الله وأعوذ بغُفران الله وأعوذ برسول الله وأعوذ بالأئمّة ويسمّي واحداً فواحداً عليهمالسلام ثمّ قال : على ما يشاء من شرّ ما أحذر (٢) ، اللهم أنت ربّ الطيبين (٣) (٤).
د ما في التهذيب مسنداً : عن يونس بن ظبيان ، قال : أتيت أبا عبد الله عليهالسلام حين قدم الحيرة ، وذكر حديثاً حدّثناه ، إلاّ أنّه سار معه
__________________
(١) في الأصل والحجرية : (قلبته) ، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر ، وقَلَبة : أي ألم وعلّة ، انظر لسان العرب ١ : ٦٨٧ قلب ـ.
(٢) في الأصل والحجرية تحت الكلمة : أجد في نسخة البحار.
(٣) في الأصل والحجرية فوق الكلمة : المطيعين في نسخة البحار.
(٤) السرائر ٣ : ٥٧٨.