حتى أتينا إلى المكان الذي أراد فقال : يا يونس أقرن دابّتك ، فقرنت بينهما ، ثم رفع يده ودعا دعاءً خفيّاً لم أفهمه ، ثم استفتح الصلاة فقرأ فيها سورتين خفيفتين يجهر فيهما ، ففعلت كما فعل ، ثم دعا ففهمته وعلّمنيه وقال : يا يونس أتدري أي مكان هذا؟ قلت : جعلت فداك لا والله ، ولكنّي أعلم أنّي في الصحراء ، قال : هذا قبر أمير المؤمنين عليهالسلام يلتقي هو ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى يوم القيامة ، الدعاء : اللهم لا بد من أمرك ولا بدّ من قدرك ، الدعاء (١).
ورواه السيد عبد الكريم في فرحة الغريّ بسنده إلى الشيخ وقال في آخره : نقلته من خطّ الطوسي في التهذيب ، ثمّ نقله عن مزار الجليل محمّد ابن أحمد بن داود القمّي بسند آخر ينتهي إلى يونس (٢) ، وهذا دعاء معروف موجود في تمام كتب المزار ، تلقّاه الأصحاب بالقبول ، وبه يدفع توهم كونه راويه ، مع أنّ دلالته على إيمانه وحسن ولائه بإقراره واعترافه كاف لما نحن بصدده.
ثمّ في التهذيب (٣) والفرحة (٤) زيارة لأمير المؤمنين عليهالسلام رواها الشيخ عن شيخه المفيد عن شيخه محمّد بن أحمد بن داود عن ابن عقدة بإسناده إلى يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا أردت زيارة قبر أمير المؤمنين عليهالسلام فتوضأ واغتسل وامش على هنيأتك وقل : الحمد
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٦ : ٣٥ / ٧٤.
(٢) فرحة الغري : ٦٦ ، ٦٨.
(٣) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٥ / ٥٣.
(٤) فرحة الغري : ٨٠.