الصالح (١) : وفيه دلالة على حسن حال يونس بن ظبيان ، ولكن علماء الرجال بالغوا في ذمّه ونسبوه إلى الكذب ، والوضع ، والتهمة ، والغلوّ ، ووضع الحديث ، ونقلوا عن الرضا عليهالسلام أنّه لعنه وقال : أما إنّ يونس بن ظبيان مع أبي الخطاب في أشدّ العذاب (٢).
فلو خليت الأخبار ونفسها لحكمت بوثاقته ، ولكن أخبار الذمّ مؤيدة بفتوى أساطين علم الرجال ، فلذا توقّفت فيه (٣) ، انتهى.
قلت : وأخبار المدح أيضاً مؤيّدة بعمل الشيوخ المعاصرين له الأعرفين بحاله من الكشي الساكن في أقصى بلاد خراسان ، والغضائري المتأخر عنه بقرون ، وبقول الصدوق في الزيارة التي هو راويها أنّها أصح الزيارات رواية (٤) ، والمراد بالصحة وثاقة الرواة هنا قطعاً وإن قلنا بأعميّة الاصطلاح.
وقال الأُستاذ في التعليقة : روى الثقة الجليل علي بن محمّد الخزاز في كتابه الكفاية عنه النص على الأئمّة الاثني عشر عليهمالسلام عن الصادق عليهالسلام (٥). ويظهر منها مدح له وأنّه حين الرواية لم يكن غالياً ، ثم ذكر خبر التوحيد الذي أشرنا إليه ، ثم قال : ويظهر من غير ذلك من الأخبار أيضاً ما يدلّ على عدم غلوّه فلاحظ ، ومضى في صدر الرسالة هنا كلام
__________________
(١) في حاشية الأصل : المولى محمّد صالح شارح الكافي.
(٢) شرح الكافي للمازندراني ٦ : ١٦٣ ، ١٦٤.
(٣) تكملة الرجال ٢ : ٦٢٩.
(٤) انظر الفقيه ٢ : ٣٦١ في ذيل الحديث ١٦١٥.
(٥) كفاية الأثر : ٢٥٥.