الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة ، فمن أخذه بهذه السيرة (١) إمّا أن يسفل وإمّا أن يرفع ، وأكثرهم الذي يسفل ولا يرفع إذا لم يرع حقّ الله ولم يعمل بما أمر به ، فهذه صفة من لم يعرف الله حقّ معرفته ولم يحبّه حقّ محبته ، فلا يغرّنك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وكلامهم وعلومهم فإنّهم حمر مستنفرة (٢) (٣).
ثم قال يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت ، فإنّا ورثناه وأوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب ، فقلت : يا ابن رسول الله فكلّ من أهل البيت ورث ما ورثت (٤) من كان من ولد عليّ وفاطمة (عليهما السّلام)؟ فقال : ما ورثه إلاّ الأئمّة الاثني عشر ، قلت : سمّهم لي يا ابن رسول الله؟ قال : أوّلهم علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وبعده الحسن والحسين ، وبعده علي بن الحسين ، وبعده محمّد بن علي ، ثمّ أنا ، وبعدي موسى ولدي ، وبعد موسى علي ابنه ، وبعد علي محمّد ابنه ، وبعد محمّد عليّ ابنه ، وبعد علي الحسن ابنه ، وبعد الحسن الحجّة عليهمالسلام ، اصطفانا الله وطهرنا وأتانا ما لم يؤت أحداً من العالمين.
ثم قلت : يا ابن رسول الله إنّ عبد الله بن سعيد دخل عليك بالأمس فسألك عمّا سألتك فأجبته بخلاف هذا ، فقال : يا يونس كلّ امرئ وما يحتمله ولكلّ وقت حديثه وانّك لأهل لما سألت ، فاكتم هذا الأمر إلاّ عن
__________________
(١) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية : (المسيرة نسخة بدل)
(٢) إشارة إلى الآية ٥٠ من سورة المدثر.
(٣) كفاية الأثر : ٢٥٥ ٢٥٨.
(٤) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية : (كما ورثتم نسخة بدل)