تعالى : (أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ) (١).
فمن زعم أنّ الله في شيء أو على شيء ، أو يتحول من شيء إلى شيء ، أو يخلو منه شيء ، أو يشغل به شيء ، فقد وصفه بصفة المخلوقين ، والله خالق كلّ شيء ، لا يقاس بالقياس ، ولا يشبه بالناس ، ولا يخلو منه مكان ، ولا يستقل (٢) به مكان ، قريب في بعده ، بعيد في قربه ، ذلك الله ربّنا لا إله غيره ، فمن أراد الله وأحبّه ووصفه بهذه الصفة فهو من الموحدين ، ومن أحبّه بغير هذه الصفة فالله منه بريء ونحن من براء.
ثم قال عليهالسلام : إنّ أولي الألباب عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حبّ الله ، فإنّ حبّ الله إذا ورثه القلب استضاء به القلب وأسرع إليه اللطف ، فإذا نزل اللطف صار من أهل الفوائد ، فإذا صار من (٣) أهل الفوائد تكلّم بالحكمة ، فإذا تكلّم بالحكمة صار من أهل الفطنة ، فإذا نزل منزلة الفطنة عمل بها في القدرة ، فإذا عمل بها في القدرة عرف الإطباق السبعة ، فإذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكر بلطف (٤) وحكمة وبيان ، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته ومحبته في خالقه ، فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى ، فعاين ربّه في قلبه ، وورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء ، وورث العلم بغير ما ورثه العلماء ، وورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون ، إنّ الحكماء قد ورثوا الحكمة بالصمت ، وإنّ العلماء ورثوا العلم بالطلب ، وإنّ
__________________
(١) الأنفال الآية : ٦٢.
(٢) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية : (يشغل نسخة بدل)
(٣) في حاشية الأصل : « في » نسخة بدل في الموضعين. وفوق الكلمة في متن الحجرية (في الموضع الأول فقط) : « في نسخة بدل ».
(٤) في حاشية الأصل والحجرية : (فكره لطف نسخة بدل)