نصوصه ، ودعا إلى فهم منضبط يستدعي تلك الإضاءات ، ويستحضر تلك المعايير ، ويسترشد بتلك الضوابط.
وهذا ما يستدعي استبعاد كل الأفهام التي انحرفت عن مسيرة النص وهديه ، وشكلت محاولة لحرف مسيرة الاتجاهات المنضبطة عن الوصول إلى النتيجة الحتمية التي هي من لوازم كون القرآن واحداً وأن دعوته الوحدة. تلك النتيجة هي توحد الاتجاهات المتعددة في صياغة تكاملية تتظافر في كشف منظور ونسق عقائدي مبدو الأوّل التوحيد والتنزيه ، ومنتهاه تحصين عقيدة الإنسان من عوامل الزيغ والانحراف ، تحقيقا لأهلية تمثيل أُمّة كانت خير أُمّة أُخرجت للناس.
إنّ حقيقة كون النص القرآني صالحاً لكل عصر وجيل تؤكّد وبلا شك ضرورة تحديد المرجعية العلمية للأُمّة في فهم أبعاد ذلك النص وأهدافه ومراميه ، وحيث حصرها النص النبوي المتواتر بثلّة طاهرة ، وجعلها قريناً للقرآن الكريم ، وحليفاً له لا يفارقه حتّى يردا على النبي صلىاللهعليهوآله الحوض يوم القيامة ؛ وتكفّل النص القرآني نفسه بتطهير تلك الثلّة ، وعصمها من كلّ رجس ، وأنّهم الراسخون في العلم الذين لا يشتبه عليهم شيء في فهم القرآن الكريم ، لذا ارتأينا تسليط الضوء على دورهم الريادي في أخطر المسائل التي لا زالت آثارها العقدية المتفاوتة في مدارس المسلمين وفرقهم قائمة إلى اليوم.
ومن هنا كان اختيار (تأسيس الأئمّة لأصول منهج فهم النص القرآني) موضوعاً لهذا البحث ، كشفنا النقاب عنه في ثلاثة فصول ، توخّينا فيها الدقّة والاختصار.
وحيث لا يمكن أي باحث الخروج بتصوّر شامل عن المنهج العلمي