القدرة على التعبير عن أجواء النص ومفاهيمه وطرحه للعقيدة.
إنّ حركة النص متجددة ، ومفاهيمه تتخطى كل الأبعاد ، وحيويته الدائمة تتجاوز انعكاساته التي جُمِّدت في إطارها الزمني الضيق ، والنص لا ينتظر المتخلفين عن حركته ، فدعوته للتدبر استعجالاً للهمم واستنهاضاً للعزائم للالتحاق بركب الكمال ، وعدم الانزواء في حدود الإطار النزولي ، أو الجمود على ظاهر وتحديده بفهم ساذج ينحرف بالنص عن إطاره البياني البعيد غوراً الذي يغوص في أبعاد ما كانَ للعقل البشري أن يسبرها بقدراته المحدودة بالغة ما بلغت.
لقد انبثقت أفهام عكست على النص روة تهّمشه وتسلبه مرجعيته لتفتتها في عملية استقطاب لبعض أبعاد النص ، لتحميلها الهوى المذهبي والطرح اللاموضوعي البعيد عن آفاق النص ومراميه وغاياته ، وكان لابدّ من وقفة تستضيء المعايير التي أسسها القرآن وتحفظ للنص مركزية الخطاب وحاكمية التأسيس ومنح الأهلية لكل فهم يتصدى لكشف دلالاته.
وإذا كان النص واحداً والأفهام والإدراكات والقدرات متعددة متفاوتة ، فهذا مقبول ومساوق للطبيعة البشرية ، ولكن لا يمكن قبول نص واحد وأفهام متناقضة تحمل النص مسولية التناقض والتعدد المتنافر الأقطاب وتبرء نفسها بل تدعي لطرحها استضاءة خطاب المركز والسير في هدي نسقه العقيدي.
فالقرآن الكريم جاء ليدعو إلى تدبّر آياته بما يخلق حالة التلاحم الفكري والتدبر الإيجابي وصولاً إلى صياغة المشروع الفكري الإسلامي ، استضاءةً بومضات الإشعاع التي تنعكس عن كلّ نص من