القلب مضطرباً في الاذعان به) (١) ولا شك أنّ هذا مصداقٌ للزيغ الذي وصفت به الفئة المقابلة للراسخين في الآية ممن يتبع المتشابه ابتغاء الفتنة .. ويتأكّد كون الرجوع إلى الراسخين في العلم من الضوابط المهمة في الكشف عن النص و (إحكام) متشابهه من كلام الإمام علي عليهالسلام من حديث طويل يخلص بعده إلى بيان حكمة وجود المتشابه وخصوصية الراسخين بقوله عليهالسلام : (ثم أن اللّه جل ذكره لسعة رحمته ، ورأفته بخلقه ، وعلمه بما يحدثه المبدّلون من تغيير كتابه «بالتأويلات الباطلة» قسم كلامه ثلاثة أقسام :
فجعل قسماً منه يعرفه العالم والجاهل.
وقسماً لا يعرفه إلاّ من صفا ذهنه ، ولطف حسهّ ، وصحّ تميّزه ممن شرح اللّه صدره للإسلام.
وقسماً لا يعرفه إلاّ اللّه ، وأُمناو والراسخون في العلم)(٢).
والقسم الثالث الذي يشير إليه الإمام لا شك دال على انحصار الرسوخ بهم عليهمالسلام ؛ لأنّهم هم اُمناء اللّه عزّوجلّ على وحيه وإن رغمت أُنوف أُمويّة كثيرة.
وقد علّل أمير المؤمنين عليهالسلام هذا التقسيم بذلك فقال عليهالسلام في تتمّة الرواية نفسها : (وإنّما فعل اللّه ذلك لئلاّ يدّعي أهل الباطل من المستولين على ميراث رسول اللّه صلىاللهعليهوآله من علم الكتاب ما لم يجعل اللّه لهم ،
__________________
(١) الميزان ٣ : ٧٠.
(٢) الطبرسي / الاحتجاج ١ : ٣٧٦.