في مضامينها فيوي إلى وقوع الآية في غير موقعها ، ووضع الكلمة في غير موضعها)(١) ويلزم عن هذا التأويل صرف بعض آيات القرآن أو أكثرها عن ظاهرها.
هذا المسلك الخطير لجأت إليه بعض الاتجاهات الفكرية في الإسلام ، فصارت تُووِّل نصوص القرآن بما ينسجم ، واتجاهاتها محاولة ـ بذلك ـ سحب النص إلى مستوى التحييد التام عن مساره الخاص إلى مسار آخر يخدم ويتبع طروحات ذلك الاتجاه بتأويل الآيات التي يخالف ظاهرها اُسس المذهب الموِّل ، وبالتالي تحكيم أصول المذهب في النص المرجعي ، وإخراجه عن معياريته!(٢)
وقد نبّه الأَئمّة عليهمالسلام إلى خطورة هذا التهميش للنص وسحبه عن محوريته إلى الدوران في فلك الآراء المختلفة ، كلٌّ يجرّه إلى محوره الذي يريد.
وأوّل من نبّه على خطورة هذا الاتجاه هو أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام حيث يقول بشأن هواء : (ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه ، ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم
__________________
(١) الميزان ٣ : ٨٠ ـ ٨١.
(٢) نقل الدكتور أبو سليمان في كتابه الفكر الأُصولي ص : ١٢٢ عن الكرخي ـ أحد علماء العامّة ـ أنّه قال : (الأصل أنّ كل آية تخالف قول أصحابنا ، فإنّها تحمل على النسخ ، أو على الترجيح ، والأَوْلى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق)!!