وقال أيضاً : (من قال في القرآن بغير علم فليتبو مقعده من النار)(١).
وقوله صلىاللهعليهوآله : (فما علمتم منه فقولوا وما جهلتم به فكلوه إلى عالمه)(٢).
ومن المصاديق المهمة للتفسير بغير علم ما يتمثّل في التصدّي لتفسير القرآن من دون علم بعلومه المختلفة التي تتظافر في ما بينها لتشكّل آدابا فنية وموضوعية يتسلّح بها المفسر فتكون ملكة وحسّاً وسلاحاً بيد المفسر لامتلاك إمكانية أن ينكشف له ما أبهم على غيره ممن افتقر إلى تلك الآداب والعلوم وهذا ما يتبيّن بوضوح من الرواية الطويلة عن الإمام الصادق عليهالسلام يقول في وصف هواء ( .. احتجّوا بالمنسوخ يظنّون أنّه الناسخ ، واحتجّوا بالمتشابه وهم يظنّون أنّه المحكم ، واحتجّوا بالخاص وهم يظنّون أنّه العام ، واحتجّوا بأوّل الآية وتركوا السبب في تأويلها ، ولم ينظروا إلى ما يفتح الكلام وإلى ما يختمه ، ولم يعرفوا موارده ومصادره إذ لم يأخذوه عن أهله فضلّوا وأضلّوا ، واعلموا رحمكم اللّه : أن من لم يعرف من كتاب اللّه عزّوجلّ الناسخ والمنسوخ ، والخاص من العام ، والمحكم من المتشابه ، والرخص من العزائم ، والمكّي من المدني ، وأسباب التنزيل ، والمبهم من القرآن في ألفاظه المنقطعة والموفة ، وما فيه من علم القضاء والقدر ، والتقديم والتأخير ، والمبين
__________________
(١) الصدوق / التوحيد : ٩٠ ـ ٩١ / ٥ باب ٤ ، والطبرسي / مجمع البيان ١ : ١٩ و ٣٣ ، و ١٠ : ٤٨٧ ، وأخرجه عن ابن عباس مرفوعاً : ابن أبي شيبة في المصنّف ٧ : ١٧٩ / ٣ ، وأحمد بن حنبل في مسنده ١ : ٢٣٣ ، و ١ : ٢٦٩ ، والنسائي في سننه ٥ : ٣٠ ـ ٣١ / ٨٠٨٤ و ٨٠٨٥ ، وغيرهم كثير.
(٢) عبد الرزاق الصنعاني / المصنّف ١١ : ٢١٦ ـ ٢١٧ / ٢٠٣٦٧ ، وأحمد بن حنبل / مسند أحمد ٢ : ١٨٥ ، والطبراني / المعجم الأوسط ٣ : ٢٢٧.