وتمثلت عند رينيه ديكارت محاولة الكشف عن المنهج الموي إلى حسن السير بالعقل للوصول إلى الحقيقة ، إذ يعرفه بأنّه : (قواعد مودة بسيطة إذا راعاها الانسان مراعاة دقيقة كان في مأمن من أن يحسب صوابا ما هو خطأ)(١).
ويشير إلى هذا التحديد في مقالة الطريقة إذ يرى أنّ المنهج هو (الترتيب الصحيح ، والاحصاء الدقيق لجميع ظروف الشيء المبحوث عنه)(٢).
وقد خص ديكارت المنهج بأحد أهم موفاته وهو (مقال عن المنهج) سنة ١٦٣٧م. وأحتل المنهج مكانة واضحة التأثير عند مناطقة بور رويال حيث جعلوه قسما رابعا من منطقهم وحدّوه بأنّه : (فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة ، أما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين ، أو من أجل البرهنة عليها للآخرين حين نكون بها عارفين)(٣).
وهو تعريف يمكن أن يُستخلص منه أنواع المناهج من حيث طبيعة الوظيفة التي تويها.
ويرى د. عبد الرحمن بدوي أننا إذا أضفنا منطق بيكون إلى منطق
__________________
(١) ظ بدوي : المصدر نفسه ، وانظر : مراد وهبة ويوسف كرم / المعجم الفلسفي : ٢٣١.
(٢) مقالة الطريقة لحسن قيادة العقل للبحث عن الحقيقة : ١١٠.
(٣) بدوي / مناهج البحث العلمي : ٤.