الآخرون بنحو عشرين(١) ، وقد انقرض أغلب هذه الفرق التي تنسب إلى الشيعة ، ويستغل ذكرها لتشويه صورتهم ، واستهجان عقائدهم ، على الرغم من أنّ عقائد تلك الفرق وآراء أصحابها دالّة بوضوح على أنّها لا تتّصل من قريب ولا بعيد بالإسلام(٢) فضلاً عن الصلة بالتشيع الحقيقي كمذهب ينطلق من أُسس الإسلام واُصوله ومفاهيمه المحددة في الكتاب الكريم ، وما استنبطه أئمّة أهل البيت عليهمالسلام منه ، وفصّله أقطاب المذهب ومفكروه في مصنفاتهم وكتبهم المعتبرة البعيدة عن كل ما يتعارض مع أصول الإسلام(٣).
ولا أدلّ على الانفصال والبعد بين التشيع الحقيقي وتلك الفرق مما قام به الأَئمّة عليهمالسلام من التنديد بها ، وتكفير بعض اتجاهاتها ، والتبري من مقالاتها على روس الأشهاد ، والتشديد على أصحابهم وشيعتهم بالابتعاد
__________________
(١) ظ : الأشعري / مقالات الإسلاميين ١ : ٦٥ وما بعدها ، الاسفراييني / التبصير في الدين : ١٥.
(٢) يقول عبد القاهر البغدادي ت / ٤٢٩ هـ : «فما هم من الإسلام وإن كانوا منتسبين إليه» ، اُنظر : الفرق بين الفرق : ص ١٧.
(٣) اُنظر : الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ت / ٤١٣ هـ / أوائل المقالات في المذاهب المختارات ، والشريف المرتضى (ت / ٤٣٦ هـ) / الفصول المختارة من العيون والمحاسن ، ومجموعة في فنون علم الكلام ، والشيخ الطوسي (أبو جعفر محمد بن الحسن ت / ٤٦٠ هـ) / الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد والغيبة ، والعلاّمة الحلّي (الحسن ابن يوسف ت / ٧٢٦ هـ) / مناهج اليقين في أُصول الدين ، وكشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد.