عنها ، وتكذيب مقالاتها(١) ، مما أوردته كتب العقيدة التي تمثل التشيع الحقيقي.
وقد اضمحلت تلك الفرق بُعيد نشأتها وكأنّها فقاعات سرعان ما انفجرت وتلاشت عن الأنظار ولم يبقَ منها إلاّ الزيدية والإسماعيلية.
وهما وإن احتفظتا ببعض أُصول التشيّع إلاّ إنّهما لا يمثّلانه من كلّ وجه ؛ لمفارقتهما له في أُصول مهمة أُخرى ، ومن هنا فإذا ما أُطلِق لفظ (الشيعة) فلا ينصرف إلاّ إلى مذهب الإمامية الإثني عشرية ، وأمّا مع إرادة غيره فلابدّ من إضافة لفظ الشيعة إليه.
جدير بالذكر .. إنّ الزيدية تعتقد بإمامة أمير المؤمنين الإمام علي ابن أبي طالب ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين عليهمالسلام ، وزيد بن علي ابن الحسين رضى الله عنه ، ثم إمامة كل فاطمي دعا إلى نفسه وكان على ظاهر العدالة(٢).
أمّا الإسماعيلية فهم القائلون بانتهاء الإمامة إلى إسماعيل الابن الأكبر للإمام جعفر الصادق عليهالسلام ، وهو الإمام السابع في سلسلة الأَئمّة عندهم ، ولهذا يسمون أيضا بالسبعية كما يسمون بالباطنية(٣). وإسماعيل هذا قد
__________________
(١) اُنظر : الطبرسي (أبا منصور احمد بن علي بن أبي طالب توفّي في حدود ٦٢٠ هـ) / الاحتجاج ٢ : ٢١٣.
(٢) ظ : النوبختي / فرق الشيعة : ٧٠ ، المفيد / أوائل المقالات : ٤٤.
(٣) ظ : الشهرستاني / الملل والنحل ١ : ١٦٨.