٣ ـ الإلهام : يرى الإمامية أنّ هذا الطريق هو سبيل الإمام إلى العلم في حال استجد شيء للإمام لم يتبين من الطريقين السابقين ، وهذا الطريق يتمثل في أنّ للإمام قوة قدسية يتلقى بها الإلهام ، أودعها اللّه تعالى فيه (فمتى توجه إلى شيء أو شاء أن يعلمه على وجهه الحقيقي (فإنّه) لا يخطيء فيه ولا يشتبه)(١) ، إذ أنّ تلك القوة القدسية تكون عنده في غاية الكمال ، وتحجبه عن الحاجة إلى غيره وسلوك السبيل التحصيلي النظري ، أو الحاجة إلى البراهين والاستدلالات العقلية التي يتبعها غيره في سبيل تحصيل العلم ، إذ من لوازم إمامته أن لا يسأل عن شيء فيقول : لا أعلم ، وأن لا يحتاج في علمه إلى أحد غيره ، وإلاّ لزم الدور وهو باطل. وقد وردت العديد من الروايات عن الأَئمة عليهمالسلام في أنّ الإمام يعلم حين يشاء أن يعلم(٢).
ومن استعراض صور العلم عند الأَئمة عليهمالسلام نلاحظ أنّها تتّخذ صورتين(٣) : فهو فعلي مرّةً يستمد من الرسول صلىاللهعليهوآله الذي طريقه الوحي أو من الإمام السابق ، وإرادي أخرى ، بمعنى أنّ الإمام إذا أراد أن يعلم شيئا
__________________
(١) عقائد الإمامية : ٦٧.
(٢) اُنظر : المحسني ، محمد آصف / صراط الحق في المعارف الإسلامية والاُصول الاعتقادية ٣ : ٣٥٠.
(٣) المحسني / صراط الحق ٣ : ١٧١ بتصرف.