وفيه كتاب أو سنّة)(١).
ومهمة التفريع وانتزاع الجزئيات تبقى مهمة الفهم المتصدّي الذي يتفاوت كما أسلفنا ، ونجده في أعلى حدوده وإمكاناته يتمثّل عند الأَئمّة عليهمالسلام في ما يصوّره أهل البيت عليهمالسلام بأقوالهم.
ففي الصحيح عن عبد الأعلى بن أعين الثقة قال : (سمعت أبا عبد اللّه عليهالسلام يقول : قد ولدني رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وأنا أعلم كتاب اللّه ، وفيه بدء الخلق ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر الجنّة وخبر النار ، وخبر ما كان وما هو كائن ، أعلم ذلك كما أنظر إلى كفّي ، إنّ اللّه يقول : فيه تبيان كلّ شيء)(٢).
وقال عليهالسلام أيضاً : (إنّي أعلم ما في السموات وما في الأرض ، وأعلم ما في الجنّة ، وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه فقال : علمت ذلك من كتاب اللّه عزّوجلّ ، أن اللّه يقول (تِبْيَانا لِكُلِّ شَيْءٍ)(٣))(٤).
وقال عليهالسلام لإسماعيل بن جابر : (كتاب اللّه فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وفصل ما بينكم ، ونحن نعلمه)(٥).
__________________
(١) أصول الكافي ١ : ٥٩ / ٤ باب الردّ إلى الكتاب والسنّة من كتاب فضل العلم.
(٢) أصول الكافي ١ : ٦١ / ٨ من الباب السابق.
(٣) سورة النحل : ١٦ / ٨٩.
(٤) أصول الكافي ١ : ٢٦١ / ٢ باب أنّ الأئمّة عليهمالسلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنّه لا يخفى عليهم الشيء صلوات اللّه عليهم من كتاب الحجّة.
(٥) أصول الكافي ١ : ٦١ / ٩ باب الردّ إلى الكتاب والسنّة وأنّه ليس شيء من الحلال