تعالى وصفاته وطريق معرفته ، فقال عليهالسلام : (ما دلّك القرآن عليه من صفته فاتبعه ليوصل بينك وبين معرفته ، وائتم به واستضيء بنور هدايته ، فإنّها نعمة وحكمة أوتيتهما فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين ، وما دلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن فارفضه ولا في سنّة الرسول صلىاللهعليهوآله وأئمة الهدى أثره فَكِلْ علمه إلى اللّه عزوجل ، فإنّ ذلك منتهى حق اللّه عليك)(١).
والمراد بـ (ما دلّك الشيطان .. الخ) : هو (التوهمات والخيالات الحاصلة في النفس من المعارف ، فليس لأحد أن يتبعها بل لابد من الاعتقاد بالواقع على ما هو عليه وإيكال علم ذلك إلى اللّه تبارك وتعالى ، وإلاّ فيدخل ذلك في اتباع الشيطان وإغوائه ، والتعمّق المنهي عنه)(٢).
وورد عن الإمام الرضا عليهالسلام في أجوبته عن مسائل أبي قرة المحدث وقد سأله في أنّ الروة قُسّمت لمحمد صلىاللهعليهوآله كما قُسّم التكليم لموسى عليهالسلام ، فأكّد الإمام عليهالسلام نفي الروة عن الباري تعالى ، فكان أن احتج السائل بروايات عن الرسول صلىاللهعليهوآله في حقيقة ما رآه في المعراج مما تصوره (أبو قرة) تفسيرا لآيات سورة النجم ، واستدل به لتأكيد حصول روة اللّه تعالى عند النبي صلىاللهعليهوآله ، فاستنكر الإمام عليهالسلام تلك الروايات ، وأكّد استدلالاً بالآيات القرآنية استحالة حصول الروة ، فقال أبو قرة : فتكذب بالروايات؟
__________________
(١) الصدوق / التوحيد : ٥٥ / ١٣ باب التوحيد ونفي التشبيه ، وابن أبي الحديد المعتزلي / شرح نهج البلاغة ٦ : ٤٠٥ في شرح الخطبة رقم ٩٠ ، وهي الخطبة المعروفة بـ (خطبة الأشباح).
(٢) السبزواري / مواهب الرحمن في تفسير القرآن ٥ : ٥٩.